إن الأرض الخضراء هي الملاذ الجميل في حياتنا تبتهج فيها النفس وتسعد، ولقد اهتم القدماء بالزارعة، ودعا الدين الإسلامي إلى المحافظة على الأرض وتعميرها، ليلفت الله انتباه الناس إلى أهمية هذه النعمة، فيشكروا الله على ذلك، وليعلموا أن حياتهم على الأرض ليست صدفة ولا فوضى، بل هي بترتيب حكيم من الله -عز وجل، يقول تعالى: «وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فمنها يأكلون»، دعوة عظيمة لنا من الله -عز وجل- في تعمير الأرض واستغلال مواردها.

ولأهمية البيئة بالنسبة للإنسان وفي طموح جديد للوطن، أعلن ولي العهد مبادرة (السعودية الخضراء )، ومبادرة (الشرق الأوسط الأخضر) مبادرة عالمية عظيمة، تهدف إلى حماية الغطاء النباتي في المملكة، والقضاء على التصحر، وتحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة، من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة وتقليل الآثار الناتجة عن تغييرات المناخ، وحماية البيئة.

حلم كبير ينافس فيه الوطن العالم بزارعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود المقبلة، وإعادة تأهيل نحو 4 ملايين هكتار من الأراضي المتصحرة، كنز عظيم في عمق أرض الوطن نسعى إلى تعميره وتدويره.

سوف نصلح الدمار ونبني المستقبل للشباب، وسنعمر الأرض للأجيال، إصلاحات وطنية كبيرة نسعى إلى تحقيقها بهدف رؤية عظيمة لا تقبل المساومة أو حتى بناء شيء على حساب آخر، فالاقتصاد والبيئة والإنسان ركائز أساسية لهذه الرؤية.