الطلبة الجامعيون ذكورا وإناثا، هم الفئة الأكثر نسيانا وإهمالا، حتى كأنهم غير معنيين ولا متأثرين بما يحدث أو يدور حولهم من متغيرات أو متحولات، سواء كانت هذه المتغيرات اقتصادية أو اجتماعية.
فاقتصاديا ومع غلاء المعيشة، بدأ العالم بالتذمر، وازدادت شكاوى الناس من غلاء الأسعار وعدم كفاية رواتبهم لمستلزمات الحياة الضرورية، والطلبة الجامعيون يعملون ويدرسون بصمت، وزادت الرواتب والمخصصات لكل الموظفين في القطاعين الخاص والحكومي، والطلبة والطالبات الجامعيون والجامعيات ما زالوا يستلمون مكافآتهم نفسها منذ عشرات السنين، لم تزد ولا قرشا واحدا، بل لا يزال حتى خصم صندوق الطالب ساري المفعول، يقتص من كل المكافآت بنوعيها، فئة الألف ريال، أو فئة الثمانمئة، والطالب بالرغم من كل هذا يدرس ويشتري الكتب ويصور المحاضرات، دون كلل أو ملل، في ظل مطالبات أسرية بالتفوق والإنجاز والابتكار. حتى صرح بها أحد الطلبة الجامعيين، كن عاطلا، يدعمك حافز، ولا تكن طالبا جامعيا، أعلنت أسرتك اكتفاءك ماديا، وقطع والدك عنك المصروف وأنت لم تكتمل جاهزيتك بعد، فهل ستنفق على طعامك وشرابك الذي تعتمد فيه على مطعم الجامعة حيث لا يسعفك الوقت للرجوع للمنزل، أم تنفق مكافأتك على الكتب والمحاضرات والمواصلات والاتصالات، فهل الطالب الجامعي كائن أسطوري يستطيع التكيف مع كل الظروف أيا كانت قسوتها؟
ولا تتوقف مأساة الطالب الجامعي عند مكافأته، لكنها تستمر حتى بعد التخرج، عندما يقف بشهادته على أبواب الانتظار طلبا للوظيفة، والأقسى من ذلك أن يزج به في أحضان وحش مفترش يرتدي لباس المواطنة الصالحة، ولكنه يستنزف طاقات الشباب ويستهلكها ويستغل حاجتهم للمال أبشع استغلال، فيكون الناتج شبابا محبطا، يستغل من أجل لقمة العيش، يعاني من مظلومية عدم مساواته بزملائه في القطاع الحكومي.
الشباب يحتاج من المجتمع وقفة جادة، بدءا من الطلاب الجامعيين، إلى الشباب المهملين تحت وطأة القطاعات الخاصة، مرورا بالواقفين على عتبات الانتظار والحاجة، وكثيرون منهم يعولون أسرهم بما لديهم من مخصصات مالية متواضعة.