لبنان اليوم مأزوم سياسيا في علاقاته مع محيطه العربي، ومحرج دبلوماسيا من تصريحات ساساته، الذين أخرجوه عن مساره التاريخي في تقريب وجهات النظر العربية. لبنان اليوم الذي أجبر على الالتحاق بالمحور المعادي للعرب، بقرار من ميليشيا حزب الله، بات منبوذا دوليا بسبب تصديره للإرهاب والمخدرات، بواسطة الميليشيات المتعاونة مع المنظمات الإجرامية في العالم.

وهذا الواقع جعل من لبنان بقعة وحيدة في الإقليم بعد أن خطف حزب الله قرار الدولة، وجرد رئيسي الجمهورية والحكومة من أي صلاحيات، وباتت الميليشيا صاحبة القرار اللبناني الحقيقي.

هيمنة الحزب

في هذا السياق يرى الباحث السياسي يوسف دياب، في تصريح إلى«الوطن» أن لا أمل لنهضة لبنان من المستنقع الذي سقط فيه، إلا باستعادة الدولة لقرارها من حزب الله، مدلالا على ذلك بالأزمة الأخيرة التي حصلت بين لبنان ودول الخليج، ويشرح قائلا: «لقد ظهر جليا أنها حكومة حزب الله وليس حكومة يشارك فيها حزب الله. لقد رفض حزب الله إقالة أو استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي بعد هجومه على السعودية والإمارات. كان يمكن تخفيف وطأة الأزمة، لو دفعت الحكومة وزير الإعلام إلى الاعتذار والاستقالة، لكن رأينا موقفا هجوميا من حزب الله، وربط مصير الحكومة ببقاء قرداحي، وبالتالي نحن نعيش في عصر هيمنة حزب الله على الحياة اللبنانية وكل مفاصل الدولة».

تاريخ الحزب

- بدأ حزب الله في السيطرة على القرار اللبناني، بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

- رفض حزب الله اتهام النظام السوري باغتيال الحريري، ونظم مظاهرة 8 آذار تحت عنوان «شكرا سوريا» ومن بعدها بدء في تعطيل الحكومات المتعاقبة.

- اجتاح حزب الله بيروت عسكريا في 7 مايو 2008، احتجاجا على محاولة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، إزالة خطوط لاسلكية للحزب في مطار رفيق الحريري الدولي، فاجتاحت عناصر الحزب بيروت عسكريا للضغط على السنيورة من أجل الاستقالة.

- الانقلاب على اتفاق الطائف من خلال اتفاق الدوحة، الذي كرس مبدأ الثلث المعطل في الحكومة، والذي استعمله حزب الله وحلفاؤه لتعطيل المشاريع والقرارات الحكومية، التي يرتأونها ضد مصالحهم.

- أطاح حزب الله بحكومة الرئيس سعد الحريري عام 2009، بعد خسارته الانتخابات البرلمانية.

- اجتياح عناصر حزب الله المعروفة بـ «القمصان السود» لشوارع بيروت مرة أخرى، للضغط على سعد الحريري للتنحي والإتيان بحكومة تابعة للحزب برئاسة نجيب ميقاتي.

-تدخل حزب الله في الحرب السورية لصالح إيران، ما وضع لبنان في دائرة محرجة مع أشقائه العرب.

- سعي حزب الله للإطاحة برئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان، الذي أطلق بيان بعبدا المؤكد على حيادية لبنان ضد الصراعات في المنطقة، والرافض لتدخل حزب الله العسكري في سوريا والعراق.

- تعطيل حزب الله تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام 11 شهرا، فبدأ انهيار لبنان غير المسبوق في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية.

- خروج لبنان عن الإجماع العربي بتصريحات وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل، في اجتماعات جامعة الدول العربية، حينما أعطى الحق للحزب بالتدخل في الحرب الدائرة في سوريا والدفاع عن نظام الأسد.

- منع حزب الله الدولة من ضبط الحدود اللبنانية السورية، ما زاد من عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات والتنظيمات الإرهابية.

- رفض حزب الله ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وجيرانه، بحجة المقاومة ضد إسرائيل، لكنه في الحقيقة يريد الحفاظ على مكتسباته، في تمرير احتياجاته عبر الحدود اللبنانية السورية، أو مطار رفيق الحريري الدولي.

إدخال البلاد في فراغ رئاسي لمدة عامين، من أجل الضغط على الكتل السياسية لانتخاب ميشال عون.

- التحاق لبنان بالمشروع الإيراني بعد انتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد وخضوعه فعليا لحزب الله.

- سعي حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون، للإطاحة بحاكم مصرف لبنان، للسيطرة على النظام النقدي اللبناني.

- انهيار العملة الوطنية اللبنانية، بعد مقاطعة لبنان عربيا جراء سياساته الدبلوماسية المعادية للعرب.

- انهيار الاقتصاد اللبناني وتوقف الحركة السياحية، والمصانع والتبادل التجاري، بسبب دخول لبنان في عزلة غير مسبوقة، ناتجة عن أنشطة حزب الله العسكرية في اليمن والعراق وسوريا.

- هجوم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على دول الخليج عموما، والسعودية خصوصا، ما أساء إلى تاريخ العلاقات اللبنانية العربية.

- عرقلة حزب الله تشكيل الحكومة بعد انتفاضة 17 أكتوبر، وإدخال البلاد في الفراغ لمدة عام ونصف العام.