كلما توجست الخُطى صوب ظلالها، تفتق جلباب المعاني، وتفتحت أزرار قميص المُفردات.. أي حبٍ هذا الذي نحتكِ، وهيمنكِ على أنحاء وجداني؟، هل تذكرين؟، هل تذكرين ركض خيل مشاعري، وحمحمته إليكِ؟.

هل تذكرين صهيل أشجاني نحوكِ؟ هل تذكرين نقش حروف أضلعي على قوارب مينائكِ؟ فلطالما رسمت كلماتي على رمال سواحلكِ، ليغازلها مد، ويقبلها جزر، مغربلا حنيني لعواطفي لكِ وإليكِ يا حبيبتي.. فهل تذكرين؟.

هل تذكرين أحاسيسي، صوتي، كلماتي، وتمايل أغصاني؟، فقد زرعتكِ في روحي وردًا، ورعيتكِ، وسقيتكِ، وأطربتكِ.. فهل تذكرين؟. هل تذكرين الحب، الهمس، الشوق، الهيام؟.

آهٍ، يا حياتي..

أخرجتني من حديقة وعيي وحضوري، وأدخلتني جنة خيالي وجنوني، ورحت أتمايل على شذى زهورك البيضاء والصفراء والحمراء، مُقتطفا من حقل أحاسيسكِ فراولة قلبكِ.. فهل تذكرين؟.

حبيبتي: هل تذكرين جميل وعنترة، بثينة وعبلة؟!، فكلهم قُبروا، وبقي الحب الذي جمع العاشق بالمعشوق ليحار يراعي تجاهكِ يا فاتنتي.. وتطوف أقداحي حولك، فتملئيها خمرًا لذة سكر العاشقين..

وإذا ما استعرت نار الشوق بداخلكِ يا حبيبتي، فانقشيني هياما هامسا على مصلى روحكِ..

لتصهرني وتذيبكِ..

فنجري ماءً غير آسن..

لننبت حدائق ذات بهجةٍ..

فيها من كل الثمرات شفاء للوالهين.