حيث جاءت البداية بكلمة ترحيبية من الحيدري بالحضور مشيرًا إلى أن العجلان يعتبر قامة اقتصادية كبيرة وأنموذجًا ناجحًا في الجانب التجاري، ويعتبر قدوة للكثير من رجال المال، ولذلك جاء اللقاء بهدف الاستفادة وتبادل الخبرات منوهًا باهتمامهم باستضافة الشخصيات البارزة والمؤثرة.
لينطلق اللقاء الذي أداره الكاتب الاقتصادي الدكتور طلعت حافظ بحديث العجلان قائلًا
«بتوفيق الله ثم بفضل الدعم اللامحدود من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد تعيش مملكتنا اليوم نهضة كبيرة في شتى المجالات وتحديدًا المجال الاقتصادي حتى باتت المملكة واجهة تجارية وقبلة استثمارية للكثير من تجار الداخل والخارج، وقد عززت رؤيتنا المباركة 2030م من الاهتمام بالحراك الاقتصادي وتهيئة كافة السبل لازدهاره لتأتي الرؤية أكلها في أشياء واضحة للعيان إذ أصبحنا ضمن أفضل الدول اقتصاديًا على مستوى العالم نظير البنية الأساسية المتوفرة لهذا القطاع الحيوي، ولعل الجميع لاحظ المتغيرات اليومية والقفزات التي نعيشها بين الحين والآخر، وهي كلها مؤشرات وتباشير لفعالية النشاط وانعكاس لمدى ثقة المستهلكين بالاقتصاد».
مشاريع ضخمة
ويضيف:ندرك أن القطاع الخاص له دور كبير في رؤية المملكة 2030م ويُعد هدفًا استراتيجيا من أهداف الرؤية إذ يمثل 65% من الناتج الإجمالي، كما أننا نشاهد الكثير من المشاريع الكبرى في عدد من المناطق ومنها مدينة نيوم والبحر الأحمر وبوابة الدرعية والمسار الرياضي وشركة أرامكو وحديقة الملك سلمان ومشاريع الإسكان الضخمة ومشاريع الصناعة وبرامج السياحة وما يتبعها من فرص، وهذا يؤكد الدور الحيوي للقطاع الخاص في ظل دعم كبير من الدولة وفق عمل تكاملي بين القطاع الخاص والحكومي، علاوة على ضرورة التركيز على نقطة مهمة ألا وهي المحتوى المحلي والذي يجد اهتمامًا ومساحة واسعة ليدخل ضمن إطار المشاريع (مثلاً مبنى معين يحتاج عدة أشياء أدوات البناء، الإضاءة، التكييف، وغيرها فلابد أن يكون لمحتوانا المحلي دور ملموس في هذا المبنى). وهذه كلها فرص سانحة لاستثمارها فعلينا أن ندرك أن النشاط الحاصل اليوم ينعكس إيجابًا على مملكتنا، وقد شاهد الجميع كيف أصبحت مضرب مثل على الازدهار الذي تعيشه وأنموذجًا يستحق أن يحتذى به.
الوضع الاقتصادي
وزاد العجلان:كل هذا يعطي انطباعًا ايجابيًا للجميع وأمر محفز على وجه الخصوص للشباب بأن يشمروا عن سواعدهم وينخرطوا بسوق العمل لأن هناك فرصًا هائلة تستوجب استثمارها والبدء بها وإن كانت عبر المشاريع الناشئة فغالبية رجال الأعمال على مستوى العالم بدأوا من المشاريع الصغيرة وتطوروا حتى وصلوا إلى ما هم عليه والأمثلة كثيرة على شخصيات بدأت من الصفر وكافحت ووضعت خططًا وطموحات لتكتسب الخبرة وتبني السمعة وتحقق الأهداف.
الأقل تضررا من كورونا
ويقول: طالما هناك سلوك بشري فهناك تحديات وهناك تطوير والتحديات الموجودة حاليًا أرى أنها تواكب المرحلة بل إنه رغم وجود تحديات إلا أن الفرص الموجودة لدينا أفضل بكثير من غيرنا، فمثلا رؤية المملكة بدأت في 2015 وكانت هناك تحديات ثم تحسنت الأمور في عام 2018-2019 ثم جاءت جائحة كورونا والتي أثرت على العالم أجمع إلا أن المملكة ولله الحمد تعد من الدول القلائل التي تأثرت بنسبة ضئيلة بفضل دعم حكومتنا الرشيدة التي تعاملت مع الجائحة على كافة النطاقات بشكل مثالي، فقد وفرت الدعم المالي للشركات والمؤسسات خاصة الصغيرة والمتوسطة مثل دعم البنوك وإعطاء مهل والسماح بفترات زمنية للسداد وإعفاء بعض الرسوم وغيرها من التسهيلات التي لا يتسع المجال لذكرها والآن ونحن نعيش في نهاية أزمة كورونا بإذن الله أنا متأكد أن كل قطاع الأعمال ينظر بتفاؤل كبير للمستقبل المشرق فلو رأينا للمملكة والدول المحيطة بها ابتداء من الهند وباكستان مرورًا بتركيا وشمال إفريقيا فإن السعودية تعد الأفضل اقتصاديًا والأفضل للفرص لأن لدينا حكومة نشيطة وتعمل ووزراء حريصين على العمل والنجاح بمعنى الكلمة فضلاً على أن الأنظمة باتت تخدمك ففي السابق لا تعلم عن الفرص بينما الآن تستطيع معرفة الفرص عبر الكثير من البوابات الإلكترونية مثل بوابة فرص التابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية.
فرص استثمارية
وعن أبرز الفرص الاستثمارية يبين:الدولة حريصة على أن يضطلع القطاع الخاص بدوره وحينما نتحدث عن القطاع الخاص فإننا نعني الشركات والمؤسسات وهم شباب المستقبل الذين سيبدأون اليوم عملهم الصغير وبعد ما يقارب عشر سنوات سيصبحون كبرى الشركات بالمملكة عبر أنشطة كثيرة متاحة مثل القطاع السياحي إذ يشكل السواح نسبة معينة من سكان العالم، ومن الواجب أن نأخذ نصيبنا منهم بعمل شركات متخصصة في تنظيم الجولات السياحية واستقطاب الوفود المهتمة بذلك وعندما تفعل مثل هذه الزيارات ستخلق أعمالا ووظائف ونحن في سدير من الممكن خلق فرص في الفنادق والضيافة وكل ما يخدم السائح فالسياحة أصبحت رافدًا اقتصاديًا مهمًا، وذات مدخول جيد وهناك دول اهتمت بها كثيرًا مثل الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وإسبانيا ويوجد الكثير من القطاعات الحيوية الواعدة التي تزخر بفرص استثمارية حقيقية.
الوقت الحالي هو الأفضل والأكثر ثقة والمستقبل مبشر
ويقول:من وجهة نظري الشخصية طوال حياتي المهنية لم أجد ثقة وفرصًا وتفاؤلًا مثل هذه الوقت، ففي السابق كان الاعتماد بشكل كبير على النفط كمصدر دخل لكن الوضع اختلف الآن وأصبحت هناك مطالب على القطاع الخاص وأعمال مناطة بهم، فالحقيقة لم أر ثقة بحياتي مثل المرحلة الحالية التي اعتبرها مرحلة رائعة ومبشرة وهذا الكلام ليس من فراغ بل وفق المعطيات الموجودة الآن من قيادة تناشد التفوق على مستوى العالم ومسؤولين طموحين وشباب أثبتوا كفاءتهم في شتى المجالات مما يعني أننا نعيش مشروعًا وطنيًا ضخمًا.
لذلك فأعتقد أن القطاع الخاص لن يتوانى في انتهاز هذه الفرص فهو قطاع حيوي ويستثمر أنصاف الفرص فما بالك وهناك فرص عديدة ومضمونة، ومع ذلك في ظل حجم التنمية وحجم المشاريع فإن الأمر يتطلب مشاركة الاستثمار الأجنبي لكونه سيخلق فرص عمل ويهيئ خبرات مختلفة ومصالح مشتركة.