في مقال سابق بقلمي، ذكرت فيه أن عمليات تهريب المخدرات بهذا الحجم الهائل والمتكرر، وعبر المؤسسات والمنافذ الرسمية اللبنانية، لا يمكن أن تتم بدون وجود أطراف رسمية مشاركة في العملية السياسية، تمهد الطريق أمام من يحاولون استهداف المملكة، عبر هذه المشاريع الخطيرة والمدمرة.

واليوم كشف الفيديو المسرب صدق ذلك، وهذه فضيحة كبرى، لكن الطامة الكبرى والأكثر إثارة للصدمة، أن وزير خارجية لبنان هو من يبرر عمليات التهريب هذه، ومعروف جيدا من يقف وراء عمليات التهريب هذه، والأهداف الخطيرة منها؛ لذلك لم نعد ندر هل هو وزير خارجية أم تاجر مخدرات؟.

مع علمنا جيدا أن هذا ينسجم تماما مع ما صدر عنه من تصريحات بشأن موقف المملكة العربية السعودية، وطبيعة ما اتخذته من إجراءات عقب تصريح قرينه القرداحي، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، إن موقفك هذا لا يختلف عن موقف ميليشيات الحوثي إلا في الأسلوب والوسيلة فقط، هم يستخدمون السلاح، وأنت تستخدم المخدرات، لذلك من الطبيعي جدا، تبعا لذلك، أن تدافع عن موقف وزير الإعلام اللبناني المنحاز لميليشيات الحوثي.

هذه الميليشيات التي اقترفت أبشع المجازر بحق أهلنا في اليمن الشقيق، المواطن العربي البسيط، يعرف حقيقتكم وموقفكم قبل تصريحاتكم هذه، وما كشفه الفيديو المسرب، ولم يكن يأمل منكم موقفا مساندا لشعبنا في اليمن أو لبنان أو المملكة العربية السعودية، فقط يتمنى عليكم أن تلتزموا الصمت، في وقت يجود فيه أبناء التحالف العربي ببحور من دمائهم الزكية الطاهرة دفاعا عن الحق العربي والشرف العربي والكرامة العربية، نعم يتمنى عليكم أن تلتزموا الصمت، حرصا منه لعدم كشف حقيقتكم وعوراتكم المروعة.