ما يثير في النفس الألم والمرارة، أن يتجاهل بعضهم الحديث عن أصل الداء، بينما يصدعون رؤوسنا ليلا نهارا بالحديث عن الحلول والمبادرات التي ينهض بأعبائها وتضحياتها الخيرون من أبناء الأمة، وهم بموقفهم هذا يساهمون في استفحال أمر الداء للفتك بهذا العضو من الجسد أو ذاك، ومن ثم الفتك بالجسد كله، ولو كان هذا الموقف نتيجة عدم إدراكهم حقيقة الأمر، لوجدنا لهم ألف عذر، لكنهم متابعون جيدًا لطبيعة ما يحصل، بحكم مهنتهم، هذا إذا كان الداء يمس حياة مواطن عربي وحده، فكيف إذا أصاب هذا الداء الخبيث هذا البلد العربي أو ذاك، أو الأمة برمتها.

الجميع يعلم، وليس العرب وحدهم، أن ميليشيات الحوثي هي التي اجتاحت اليمن الشقيق أولاً، وفتكت بأبناء شعبنا العربي المسلم، واقترفت الأهوال والمجازر، وطبعا بإيعاز من إيران العدو التاريخي للأمة العربية والإسلامية، بقصد السيطرة على هذا البلد العربي وتدميره، مثلما فعلت في العراق وسورية، ومن ثم لن تتوقف عند هذا الحد، بل هدفها السيطرة بعد ذلك على دول الخليج العربي.

وكان الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني يقضي بأن يتدخل التحالف العربي لنجدة اليمن ورفع معاناة شعبه.

وكان من الطبيعي أيضا أن يتم ذلك وفق القوانين الدولية والأعراف والأصول، وهكذا تم التدخل -بعد مناشدة الحكومة الشرعية في اليمن قوات التحالف العربي التدخل- لردع ميليشيات الحوثي ومن يقف خلفهم.

وكان من المعقول ومن العدل والمنطق أن يجرد الجميع أقلامهم، بوجه هذا العدوان السافر على الأمة، لا أن يتجاهل بعضهم الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، وهي العدوان على اليمن من قبل ميليشيات الحوثي والمجازر المروعة التي اقترفتها، وفي الوقت عينه يأخذ على التحالف العربي النهوض بأهم وأنبل واجب شرعي وأخلاقي وإنساني منوط به.

لقد قدم التحالف العربي الدماء للذود عن شرف الأمة، ومنذ أعوام طويلة وهو يقدم تضحيات بسخاء تستحق من كل أبناء الأمة ومن كل حر عادل ومنصف الشكر والثناء، لا أن يحاول بعضهم قلب الحقائق وتشويهها، خصوصا أن الأعداء لا يخفون حقيقة مشاريعهم وأطماعهم التوسعية المعادية للأمة العربية، وهم يعبّرون عن ذلك جهارا، وعبر وسائل الإعلام.