على الرغم من حصولها على شهادة البكالوريوس الجامعية في تخصص التاريخ، إلا أن زينب مجرشي هجرت تلك الشهادة، واتبعت عشقها المتمثل في صناعة الخزف، وانساقت خلف عشقها له، غير مكتفية بالالتزام به كهواية، جامعة بين الهواية وبين دراسة تخصص صناعة الخزف لمدة سنتين لتظفر بدبلوم عزز معارفها وبناها على أسس من العلم والمهارة والدراية.

وبدأت مجرشي حكايتها مع الخزف وصناعته في غرفة صغيرة داخل منزلها، وبعدما تمكنت منها الهواية، واتسعت دائرة طموحها أنشأت استديو بيت الخزف في جنوب الرياض ليكون مكانا لعشاق ومحبي صناعة الخزف في العاصمة.

متابعة مستمرة

بينت مجرشي أنها تتابع بشكل مستمر كل ما هو جديد وحديث في قطاع صناعة الخزف لتتدرب عليه وتطور من قدراتها، وقالت «هذه الصناعة عالم لا يتوقف عند حد، ولا يعرف النهايات، ويبقى بحرا كبيرا من المعلومات والتجارب، كلما غصت فيه عرفت أكثر وطلبت مزيدا».

وأضافت «لدينا في بيت الخزف عدد من الورش والأنشطة المحببة للأطفال والكبار مثل تعليم الرسم على السيراميك وتلوينه، والذي يصنع أصلا من قبل العميل، حيث تبدأ التجربة بتشكيل القطعة التي يرغب بها العميل من خلال عجلة الفخار، وتشكل القطعة باليد ويتم الرسم عليها ثم انتظارها لتجف، ويتم حرقها على درجة حرارة عالية، وتسمى الحرقة الأولى، بعدها يقوم العميل بتلوينها لتدخل للنار للحرقة الثانية، وبعدها يأتي العميل ويستلم القطعة.

ولدينا تجربة وورش عمل ببيت الخزف والفرق بينهما أن التجربة تكون لمرة واحدة يختار بها العميل القطعة التي يرغب العمل فيها، بينما في ورش العمل تجري نفس التجربة ولكن لأكثر من مرة، وعلى مدار عدة أيام».

اتباع الشغف

نصحت مجرشي الشباب والفتيات باتباع شغفهم، وقالت «أنصح كل شاب وكل بنت بأن يقوموا باتباع شغفهم في أي مجال يحبونه، وحينئذ سيستخرجون مكنوناتهم وإبداعاتهم من خلال ذلك الشغف، سواء كان ذلك في فن الخزف أو باقي الفنون، وقد أتاحت لنا المملكة الفرص في مختلف المجالات لنظهر قدراتنا».

وعما واجهته من مصاعب، على الأخص في البدايات، قالت «الدخل في بدايات أي مجال حرفي ربما يمثل العقبة الأهم، ولا بد معه من الصبر وإثبات الوجود حتى يستطيع المرء القيام بالعمل على أسس وقواعد ثابتة ومتينة».

وأضافت «بدأت عملي في المنزل، وما شاهدته من إقبال صديقاتي وغيرهن على تلقي ومعرفة ثقافة العمل اليدوي شجعني، وهو ما رغبت بنشره، في بداية الأمر جاءتني فكرة إنشاء مشروع بيت الخزف وهو الذي تحقق بفضل الله»، وتابعت أنها تطمح في المستقبل إلى العمل وافتتاح عدد من الفروع في الرياض وباقي مدن المملكة.

لا تؤجل الحلم

تعود مجرشي للتأكيد أنه على الشباب والفتيات ألا يترددوا أو يؤجلوا أحلامهم، وقالت «عليهم أن يفكروا وأن يخططوا، وينفذوا، وسيجنون ثمرة مجهودهم على أرض الواقع مثل ما خططوا وزيادة». بدورها، بينت خلود، وهي إحدى زائرات بيت الخزف أنها سعيدة بمثل هذا المشروع، خصوصا أنه قريب من منزلها، إضافة إلى أنها محبة للأكواب، وأنها جاءت لتجربة صنع فنجان قهوة مميز بيديها. بدورها ذكرت لولوة، التي حضرت برفقه ابنها سعود، أنه يجب تنمية المهارات اليدوية لدى الأطفال، خصوصا أنها لا تحبذ لهم استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل مستمر ودائم، ولكنها تفضل دائما المهارات التي تعتمد على الحركة كممارسة الرياضة وتنمية المهارات الحرفية مثل تلك الموجودة في بيت الخزف، وقالت «حرصت على تشجيع طفلي بتشكيل مختلف الأشكال من الخزف، وزيارتي هذه هي الثالثة لبيت الخزف، حيث قام في المرة الأولى بتشكيل كوب كبير، وفي الثانية شكل صحنا كبيرا، واليوم سيقوم بتشكيل كوب ورسم شعار فريقه المفضل الهلال ليكون كوبه اليومي».

الخزف

من أقدم الأشياء التي عرفها الإنسان

الخزف كلمة تعني الطّين الذي تم حرقه في النار

مكونات الخزف

الطين والفلسبار وهو معدن يتكون معظمه من سيليكات الألمنيوم.

الصوان وهو نوع من الكوارتز الصلبة.

السيليكا وهو مركب من الأكسجين والسيليكون.

مراحل تصنيع الخزف

طحن المواد الأساسية وسحقها وتنقيتها من الشوائب.

تخلط المواد بعد ذلك بالماء.

يتم استخدام الترشيح المغناطيسي لإزالة الحديد من العجينة.

يشكل الحرفيون الخزف من أوان وتحف وغيرها.

يتم تعريض العجينة بعد تشكيلها لدرجة حرارة منخفضة بالتدريج.

ترفع درجة الحرارة لتصل إلى 1200 درجة مئوية.

يبرد التشكيل حتى نسمح للزجاج السائل بأن يصلب ويبرد.

بعد التّبريد يتشكل خزف قوي صلب جداً.

كيف نحكم على جودة الخزف

بطبيعة المواد الخام المضافة خلال عملية التّصنيع.

مراقبة التّركيب الكيميائي.

توزيع

حجم الجسيمات.

فحص خصائص اللزوجة واللدونة والانكماش والقوة والمساميّة واللون، والتّمدد الحراري.