حصدت الكويت أمس 15 جائزة من جوائز المهرجان الخليجي الثاني عشر للإذاعة والتلفزيون، وهذا يدل على العمل الإعلامي الذي يقدمه تلفزيون الكويت، والمتفوق على كل تلفزيونات مجلس التعاون الخليجي.

أعتقد أن التلفزيون الكويتي يقدم مساحة كبيرة من الحرية الإبداعية في برامجه، ونشاطاته وهو ما سبق أن تحدثت عنه في نشرة سابقة بأن العمل الإعلامي الاحترافي يستحق الاهتمام والحرفية والميزانيات الضخمة والأدوات الفنية والتقنية المساعدة.

مشكلتنا أن بعض من يعملون في قطاعات الإذاعة والتلفزيون الحكومية ما زالوا يعتقدون أن هذا العمل لا يحتاج إلى كثير من الجهد والإبداع، بينما الأمر يختلف في التلفزيونات الخاصة التي تخطت ذلك المفهوم منذ سنوات، وبات المقياس لديها هو "الإبداع"! وهو ما يجعلنا متيقنين أن التلفزيون الحكومي لم يعد هو ضالة المشاهد اليوم.

وعلى مدى أيام احتفل جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج بالأعمال المشاركة في مهرجانه السنوي، وعلى مدى سنوات مضت ظلت هناك مشكلة يعاني منها هذا الجهاز وهي أنه لم يستطع أن يتعاقد مع أي من القنوات لنقل فعالياته، أو أن يؤسس قناته الخاصة، واعتمد اعتمادا كليا على الصحافة في نقل وقائعه، وهذه مشكلة بالنسبة للجهاز خاصة أن عددا كبيرا من الشخصيات الإعلامية والفنية تشارك فيه، بينما يقول رئيسه الدكتور عبدالله أبو راس "إن المهرجان يحتل مكانة على خارطة المهرجانات الخليجية والعربية"!، وأنا أقول العكس تماما، فكيف يحتل هذه المكانة ولا توجد قناة تلفزيونية تغطي فعالياته؟! كما أن القيمة الكبيرة لأي مهرجان ستجعل أي قناة تتقدم بطلب لتغطية فعالياته، فلماذا لم تتقدم أي قناة لهذا المهرجان بالتحديد؟!

اقترح أيضا على الجهاز أن يتكفل بدراسة أوضاع التلفزيونات الحكومية في الخليج ومعرفة الفرق بينها والقنوات الخاصة المتفوقة عليها بأشواط كثيرة! وتحديد مواقع الخلل المهنية في هذه التلفزيونات إذا كان همه الأول هو تطوير العمل التلفزيوني والإذاعي فيها!