لقد عشت طفولة سعيدة في موطني، وهنالك الكثير من الذكريات الجميلة التي أحملها، والتي من أهمها الشعور الغامر بالوطنية.

حينما يحين موعد النشيد الوطني في المدرسة مع طابور الصباح، كنا نردد «سارعي للمجد والعلياء..»، وكان يُرافق ذلك الأداء شعور لا يوصف بالوطنية والحماس والإحساس بالانتماء.

وها هي اليوم السعودية العظمى تسارع إلى المجد والعلياء وتعانق السماء في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

لقد ورثنا الولاء الصادق والمحبة لولاة الأمر -حفظهم الله- من آبائنا وأجدادنا، وها نحن نبايع ونجدد العهد وهو دينٌ في رقابنا وعهدٌ سنبذل الأرواح في سبيل الوفاء به، وهو وصيتنا لأبنائنا وأحفادنا وذريتنا إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها.

لقد أعز الله الإسلام بتسخير ولاة أمرنا لخدمته وأوجب علينا طاعتهم وذلك جليٌ في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، ولذلك لهم منا السمع والطاعة وخالص الولاء والوفاء والتقدير، لأن طاعتهم من طاعة الله عز وجل.

ولأن الولاء يتحقق بشرطي المحبة والإيمان، فإننا نؤمن بقدرات وحكمة ولاة أمرنا، وما نحن إلا جندٌ من جنودهم مسخرين لنصرتهم ونصرة الدين والوطن، وكذلك نحبهم في الله تعالى.

وفي هذا اتفاق للعقل والقلب ولهم الولاء في الظاهر والباطن وفي المنشط والمكره، ولهم منا الدعاء بأن ينصرهم الله -عز وجل- على أعدائهم وأعداء الدين والوطن، هذا والله على ما نقول شهيد.