الإسفنج.. ومفرده (إسْفَنْجَة)؛ هو أداة مساعده لتنظيف الأواني التي تتكون من المواد التي يسهل اختراقها.

ويستخدم الإسفنج لتنظيف الأسطح المنيعة، فهو جيد، خاصة لامتصاص المياه والمحاليل المستندة إلى الماء.

يصنع الإسفنج عادة من سليولوز ألياف الخشب، أو البوليمرات البلاستيكية الرغوية، ولا يزال بعض الإسفنج الطبيعي يباع للغرض نفسه، على الرغم من أن معظم الإسفنج الطبيعي يستخدم الآن إما إسفنجا للجسم/للوجه (إسفنج الحمام)، أو كأدوات تستخدم لتزيين الدهانات الإسفنجية.

والإسفنج مادة تمتص كل ما يعترض طريقها من صالح وطالح، من غث وثمين، النظيف والمتسخ؛ أي أنه لا يبالي بالتهام كل ما يعترض طريقه.

كذلك العقول البشرية إذا تركت كما هو الإسفنج، التهمت كل ما يعترض طريقها من نظيف وقبيح، ومتسخ ومالح، وزلال بلا هوادة.

عليه عقول شبابنا تحتاج أن تمتص الشيء النظيف النقي المفيد، لا كل ما يعترض طريقها كما هو حال الإسفنج.

عقول الشباب تحتاج عناية وتهيئة لامتصاص - كما ذكرت - الشيء النافع لها في آخرتها ودنياها، لا تركها كما هو حال الإسفنج الذي لا يبالي بما يعترض طريقه، مهما كانت هيئة ذلك الشيء المعترض طريقها.

عقول الشباب والشابات تحتاج عناية ودراية واحتواء ليصل إليها ما فيها مصلحة المجتمع، وقبله مصلحة الشاب والشابة أنفسهم، مالم نتدارك عقول شبابنا وشاباتنا لنوصل إليهم ما يفيدهم سيحصل أن يمتصوا ما ليس فيه مصلحة لهم ولوطنهم ولأمتهم، كما هو الحال في امتصاص بعضهم أفكار الخوارج والدواعش، ممن يبيحون القتل والعياذ بالله.

العقل البشري الطري الطازج؛ وهو عقل الشاب المقبل على الحياة كما هو حال الإسفنجة، قد يعترضه ما هو ضار له ولا يفيد وطنه وأمته، فيقع في المحظورات والممنوعات، وتقبل أفكار مشينة يعود أثرها على الوطن والمجتمع.

نسأل الله السلامة والعافية من كل شر وفتنة.

عليه.. كل تربوي، مهما كان موقعه، حتى الأب والأم يعتبران بمثابة تربويين في المنزل، أن يحافظا على عقول أبنائهم، ويدركون ما تمتصه عقول أبنائهم وبناتهم، ويحاولوا قدر المستطاع ألا تمتص عقولهم إلا ما فيه مصلحتهم ومصلحة بلدهم.