مع كثرة التطبيقات التي تملأ هواتفنا.. مع استمرارية ظهور الجديد منها واختفاء بعضها، إلا أن هناك عددا من التطبيقات مازالت مكتسحة ومتعمقة داخل يومنا، حتى وصلت بيوتنا، واقتحمت خصوصياتنا، حتى أصبح هؤلاء المشاهير لتلك التطبيقات فردا من أفراد العائلة، بتنا نعرف تفاصيل حياتهم، وماذا يحدث لهم، وكل جديد يطرأ عليهم، أكثر من معرفة أحوال أفراد العائلة الواحدة داخل المنزل الواحد.

يتبع هؤلاء المشاهير أساليب كثيرة لجذب المتابعين منها: الكذب واختلاق القصص التراجيدية والزيجات، حتى الطلاق، أبغض الحلال عند الله، أصبح من سبلهم لكسب المزيد من الشهرة، أيضا التزييف والمبالغة، وانعدام المصداقية والأمانة في عرض منتجاتهم، ونحن وا أسفا نصدق كل ما نراه ونسارع لشرائه.

لقد ساهم المشاهير بزيادة النزعة الاستهلاكية لدينا، وخلق شعور الرغبة في شراء كل جديد، ونظن أننا أذكياء عند استخدام أكواد الخصم مستغلين تلك الفرص المبهرة.

هوس الشهرة تعدى حدود الأدب والأخلاق، فكثير منهم تخلى عن عاداته وتقاليده من أجل أن يصبح مشهورا، فالآن بمجرد قولك لكلمة ساذجة أو افتعال عراك أو حتى طريقة معينة في ارتداء اللباس، تجعلك مشهورا معروفا بكل بساطة، على عكس ما كان عليه في السابق، فقط من يمتلك الموهبة أو أمرا مميزا، مع ذلك لم يكن يسيرا جدا، كما هو الآن ليكون معروفا بين الناس.

وهنا يكمن السؤال، لماذا تغير الوضع اليوم؟، هل أصبحنا أكثر تفاهة وأقل عقلانية من الأمس، حتى صار التهريج يجمع آلاف المتابعين، ومن ماذا؟ من صناعة اللاشيء، دون المحتوى، ودون الموهبة، بعيدا عن الفائدة؟.

وهناك بعض منهم لا يظهر سوى الجانب الجميل من حياته، ويصورها بطريقة مثالية، موضوعة في برواز تاركا الأحزان للجانب الآخر وراء الكاميرا، فكم من بيت هدم لأنهم أرادوا أن تصبح حياتهم مثل حياة هؤلاء؛ لذلك علينا ألا نقتدي بهم، وألا نسمح لهم بأن يؤثروا في نهج حياتنا، وطريقة تفكيرنا، وأن نضع حدودا لكل ما نراه.