اعتمدت الحركة الحوثية على سلسلة رئيسة من المراحل التأسيسية، وسبقت هذه المراحل تشاورات وتحاورات بين قيادات الجماعة، وأهم مرحلة خاضتها هي المرحلة السرية، التي كانت تعقد بين مرجعيات وكبار ومسؤولي المذهب الإمامي، وكان الهدف منها الانقلاب على النظام الجمهوري، واسترجاع وإعادة الحكم الملكي. وخلال المرحلة السرية، تمكن الحوثيون من السفر إلي إيران، ولقاء قيادات النظام الإيراني، الذي دعمهم، وقدم لهم عددا من الدراسات والخطط، للسير عليها، ورسم لهم الأهداف، وحدد لهم عددا من المواضيع المهمة التي يجب عليهم الالتزام بها.

وعلى النحو هذا، مروا بعدد من المراحل بعد المرحلة السرية، وهي:

- مرحلة الولادة:

ولد الحوثيون وظهروا للعلن باسم «الشباب المؤمن»، بقيادة الصريع حسين الحوثي، عضو مجلس النواب، الذي خصص هذه المرحلة لدراسة المذهب الشيعي، ونشر الملازم والأفكار الضالة والطائفية التي تدعو إلي إحياء الإمامة من جديد.

وتمكن «حسين»، خلال هذه المرحلة، من الحصول على تراخيص رسمية لعدد من شبابه، للذهاب إلي إيران من أجل أخذ الدورات الثقافية والعسكرية والاستخبارية، ودراسة المذهب الشيعي، والعمل على تطويره ونشره داخل اليمن.

وخلال هذه المرحلة، تمكن حسين الحوثي من الحصول من الدولة على منح، للتبادل الثقافي بين اليمن وإيران، حيث كانت تأتي إلي اليمن وفود إيرانية باسم التبادل والزيارات الثقافية والتعليمية، وتمكنت المخابرات الإيرانية من الوصول إلي اليمن عبر هذه المنح، وكانت هي من يقوم بالتدريس للشباب المؤمن في صعدة، واستفاد الحوثيون كثيرا من هذه المنح، وعلى وجه الخصوص استفادوا أكثر من السفر إلي إيران ولبنان، لأخذ الدورات الثقافية والعسكرية وغيرها.

تعتبر هذه المرحلة العمود الرئيس الذي مكن الحوثيين من التطور الفكري والثقافي والعسكري، والسفر إلي إيران ولبنان وغيرها من البلدان الداعمة لهم.

وخلال هذه المرحلة، كانت المخابرات الإيرانية تتنقل عبر رحلات مكوكية ما بين صنعاء وطهران، وتعمل على مساعدة الحوثيين كثيرا في إزالة العقبات من أمامهم، والتخلص من عدد من العوائق.

والسؤال الذي يطرح نفسه: أين كانت مخابرات الدولة غائبة؟، ولماذا سمحت للحوثيين والإيرانيين بعمل كل ذلك دون أن تقوم بواجبها؟!.

- مرحلة أنصار الله:

بعد مرحلة الولادة، التي سميت باسم «الشباب المؤمن»، أخذت الفكرة الحوثية تكبر، وبعد أن شعرت بكبر عضلاتها، بفعل الدعم الإيراني لها، تحولت من شباب مؤمن إلي أنصار الله، وظهر نشاطها وتحركاتها وتمردها على الدولة، وخاضت أولى حروبها ضدها في صعدة. وخلال هذه الحرب، كان هناك خبراء عسكريون إيرانيون ولبنانيون يسهمون في رسم الخطط العسكرية، وكيفية التمدد وفق أهداف محددة ومرسومة لهم مسبقا من قِبل الحرس الثوري الإيراني وكبار القادة الإيرانيين وضباط كبار من «حزب الله» اللبناني، كانت مهمتهم الإشراف والتخطيط والتدريب، وإعداد الدراسات الإستراتيجية التي تمكن الحوثيين من التطور والتمدد، والتقدم إلى حيث الهدف المطلوب والمحدد لهم الوصول إليه.

- مرحلة جماعة الحوثيين:

من شباب إلى أنصار إلي جماعة، توالد الحوثيون وتناسلوا، حيث كانوا في المرحلة الأولى عبارة عن نفر من الشباب، ثم تكاثروا وأصبحوا أنصارا، ثم تناسلوا وأصبحوا جماعة. وفي مرحلة الجماعة، تمددت الحركة الحوثية إلي خارج صعدة، وسيطرت على أجزاء في محافظات حجة والجوف وعمران، بعد أن كانت محصورة في مرحلتي الشباب والأنصار داخل صعدة فقط. وتمكن الحوثيون، خلال مرحلة الجماعة، من التوسع التدريجي، والطموح إلي إعادة النظام الملكي، وتحقيق المخطط المرسوم لهم من إيران، وهو احتلال اليمن، وتحويله إلي مستعمرة إيرانية.

- مرحلة الميليشيات :

وهي المرحلة الأخيرة من مراحل توالد وتناسل الحوثيين. وفي هذه المرحلة، تمكنوا من الانقلاب على الدولة، والسيطرة على السلطة، والسيطرة على المحافظات الشمالية كاملة، باستثناء أجزاء من محافظات الحديدة وتعز والجوف، ومحافظة مأرب التي ظلت عصية عليهم إلي اليوم.

أصبح الحوثيون ميليشيات عسكرية متمردة خارج النظام والقانون، لذلك يجب على العالم أن يقف في وجه غطرسة وجرائم الميليشيات الحوثية، التي يعد خطرها محدقا بالمنطقة العربية بأكملها، كونها تنفذ مخططا إيرانيا خبيثا في تمكين إيران من السيطرة على الملاحة الدولية، والتحكم في المنافذ البحرية للوطن العربي.