استطاع الإعلام اليوم أن يقطع شوطا كبيرا في نقل الأحداث إلى العالم بأسره بقنواته المختلفة، والأمر المدهش أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في ذلك بالأجهزة الذكية.

وعندما نعود إلى المملكة العربية السعودية التي هي في مقدمة الدول التي تفوقت في المجال الإعلامي الهادف والمتميز بالمصداقية والشفافية اهتمت بالقطاع الإعلامي اهتماما عظيما، واتخذت موقفا في تنويع مصادره، ففي جامعاتها كلية الإعلام، يلتحق بها من أراد بناء مستقبله في المحال الإعلامي ليتخرج منها متقنا للفن.

وبعد بروز ظاهرة التطرف والإرهاب أدركت المملكة العربية السعودية مسؤوليتها الجسيمة في مواجهتها، فكان الإعلام السعودي أداة رسمية لتحقيق السلام والاستقرار من خلال أجهزته المتنوعة، من فضائيات وصحافة وإذاعة، مما جعل الكثير يرون دور السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف ودعم الوسطية والاعتدال.

إن أحداث 11 من سبتمبر غيرت صورة العالم الإسلامي أمام الآخر باتهامات واسعة، فتمت مراقبة المسلمين في كل مكان، ووقفت وسائل الإعلام العالمية المعادية باتهام المملكة العربية السعودية على أنها من وراء الأمر، وهو اتهام باطل لم يبن على حقائق ثابتة، وإنما اليمين المتطرف العالمي بالتوافق مع المنظمات الإرهابية صفقت وطربت رقصا للموضوع.

ولكن لم يدرك أولئك جميعا أن السعودية تملك الكثير من المواهب الفكرية والثقافية منذ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى أبنائه الكرام من بعده، فجهزت نفسها لتبيين موقفها العلني أمام العالم على أنها مملكة الإنسانية والسلام، فكيف يمكن لها محاربة السلام!.

ومن هنا نجد أن قناة 24 سعودي تفوقت على غيرها من القنوات الإعلامية السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف، ودعم الوسطية والاعتدال ببرامجها وندواتها المختلفة التي يشارك فيها أصحاب المفاهيم السليمة والآراء السديدة، وليس معنى ذلك أننا ننتقص من قدر الفضائيات والأجهزة الإعلامية الأخرى من إذاعة وصحافة وغيرها، لكننا نستغرب لما يحدث غالبا، لأن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- هيأت سبل تعزيز التعاون الإعلامي بين الإعلام ودعاة الوسطية والاعتدال في العالم.

إن السعودية مكانتها عظيمة في نفوسنا جميعا، ولابد من الدفاع عنها لأنها تحترم الإنسانية وتدافع عنها.