يؤكد المهتمون بالتأريخ الرياضي أن نادي الوحدة؛ النادي الرياضي المعروف بمكة المكرمة هو (عميد) الأندية الرياضية السعودية، فقد تأسس وأنشئ عام 1334 باسم (المختلط)، ثم تغير الاسم إلى (الحزب) في عام 1362 بنفس الرئيس السابق الأستاذ أحمد قاروت، ثم في عام 1366 تحول مسماه إلى (الوحدة)، وترأس النادي حينها الشاعر والأديب الأستاذ إبراهيم فودة. وكمهتم بتاريخ هذا النادي العميد أتمنى من القائمين المباشرين عليه إنهاء ما يتعلق باعتماد ذلك رسمياً من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وعمل احتفال لائق بمناسبة المئوية العام القادم بحول الله. تذكرت هذه المقدمة وأنا أحضر حفل تكريم النادي للاعبيه وجماهيره بمناسبة الصعود الأسبوع قبل الماضي، مستذكراً في نفس اللحظة المقولة المكية المشهورة (كل مكاوي وحداوي)، والتي كررها صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة في اجتماعه برجال الأعمال بخصوص نادي الوحدة قبل سنة تقريباً.
عودة (الوحدة) إلى دوري زين، وصعوده كان عصارة عمل مشترك لصاحب السمو أمير المنطقة، واللجنة العليا لشؤون النادي، ومجلس الإدارة، والجهازين الفني والإداري، واللاعبين، ومشجعي النادي وجماهيره. وليس من المنطق أبداً أن يسأل الواحد منا غيره: كيف هبط الوحدة ولماذا؟ فالمهم الآن هو أن نادي الوحدة عاد فماذا نحن فاعلون؟
لا شك أن وضع النادي معروف للجميع، والحلول المقترحة من الخبراء والمستشارين كثيرة، وكلها تحتاج بالدرجة الأساسية إلى الدعم المادي؛ عن طريق مساهمة أصحاب السجلات التجارية في مكة المكرمة بالدعم، إذ إن الاستقطاع غير وارد، وغير مسموح به قانونياً. وبتقديم جدولة المشاريع الاستثمارية الداعمة لخزينة النادي سواء كانت المشاريع ذات الأولوية العالية أو المتوسطة بعد تحليلها، وإنهاء ما يتعلق بتكلفتها. وأيضاً بقيام كل مكي بالتبرع القليل المستمر، خاصة أن نادي الوحدة ليس نادياً لكرة القدم فقط بل هو ناد يحفل بأنشطة وألعاب مختلفة، وحققت وتحقق نتائج مبهرة بحمد الله، وكلها تحتاج للدعم المادي والمعنوي. ومادام أن الكلام حسب المنطق فليس من المنطق أن أتحدث قانونياً عن نظامية قرار لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم التي غرمت بموجبها رئيس نادي الوحدة السابق، وحرمته، وألزمت ناديه بالسداد عنه؛ اعتماداً على أن الرئاسة الجديدة للجنة القانونية في الاتحاد ستنظر في الأمر مجدداً بعدالة ونزاهة وشفافية.
أخيراً.. أتمنى من كل مهتم بالرياضة في مكة المكرمة أن يهتم كذلك بنادي (حراء) النادي الرسمي الثاني في مكة، والذي تأسس عام 1388 بعد دمج ثلاثة أندية هي (الشباب) و(الشرق) مع (العلمين) تحت مسمى (الموحد)، ثم تغير الاسم إلى (الكفاح)، ثم صار (حراء)؛ الذي يعتبر من الداعمين المهمين لأندية المنطقة باللاعبين المميزين قديماً وحديثاً. كما أتمنى من كل مهتم بالرياضة ومشجع لها أن يضيف إلى ذلك أمر ممارستها، والمشيُ أقلها. فلا يكفي مثلاً أن نملك (إسطبلات) الخيول، و(مراحات) الهجن وننفق عليها، وعلى سباقاتها دون أن نركبها لننطلق بها، أو نغير وجهتها، أو نوقفها.
وفي الحديث الشريف الذي يحتج به رغم تضعيف البعض له، قال صلى الله عليه وسلم: "علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأةَ المغزل" ـ رواه البيهقي ـ، وفي الأثر الشهير عن سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وآخرين: "علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، وكلها أمثلة للرياضات المساعدة على تنمية الجسم وتدريبه، وإشغال الوقت، كذا تهذيب السلوك.