لا تشغلك تفاهات التافهين أو سموم المغرضين التي تنفث عبر قنوات التواصل الاجتماعي تحت أسماء مستعارة أتت بكل ما هب ودب دون ضابطٍ ولا رابط، وأهدافها معروفة، نشر الشائعات ضد الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة، وضد الأفراد والشعوب، والتسبب في انهيار الدول وإثارة النزاعات والحروب بين الأشقاء، وحتى الأسر لم تسلم منها، وكم من أسرةّ تفرقت وانهارت بسبب الشائعات والكذب عبر قنوات التواصل الاجتماعي.

وفي خطبة الجمعة الفائتة في الحرم المكي تطرق إمام الحرم المكي الشيخ عبد الرحمن السديس لهذه الإشكالية، مخاطبا من على المنبر نشطاء تويتر بالقول: "يا من تُسمى باسمٍ مستعار وتخفى وراء شاشته عن الأنظار للطعن في الأماجد والأخيار الذين يعيشون جراح الأمة ونزفها ويرمون فلاحها... ألم تعلم أن الله يُبصرك ويراك ويعلم سرك ونجواك وما تخطّه أناملك وما تحمله زواملك.. ألم تعلم بأن الله يرى؟.

وقال يحفظه الله تعالى مخاطبًا المغردين: "يا أيها المغردون.. توبوا إلى بارئكم ومولاكم وزنوا ما تُسطّره يداكم وكفوا عن المسلمين أذاكم وتخلصوا من هزائمكم الفكرية وأسقامكم القلبية"،واصفا إياهم بـ"الإمّعات الناعقين".."الذين يمارسون مجازفاتٍ شوهاء وحماقات رعناء، ونفوس للهدى عطشاء، وكتاباتهم مظلمة غطشاء، فما أشنع صنيعكم ويُجرّحون ولا يبالون بأسهم الظن".

جزى الله الشيخ عبدالرحمن السديس خير الجزاء وأجزل له الأجر والثواب. يؤسفني أن أرى بعض شبابنا سطحيا، وغير متعمق في ثقافته مما يجعله مشتت الفكر، ينجر وراء كل شاردة وواردة من الشائعات التي تملأ الأفق في هذه الأيام بواسطة وسائل الإعلام المختلفة المقروءة منها والمشاهدة والمسموعة، وخاصة عبر قنوات التواصل الاجتماعي وغيرها، مطبلاً وراء المغرضين دون أن يعرف إلى أين هو ذاهب وفي أي اتجاه يسير، قد يؤثر فيه أي حديث عابر، يغازل عواطفه ويدغدغ مشاعره، وينجر وراء أي حدث قد يؤذيه ويؤذي المجتمع كاملاً، وهو يحسب أنه يحسن بذلك صنعاً.

شبابنا وأحبابنا الأعزاء احذروا من دس السم في الدسم عبر قنوات التواصل الاجتماعي، هذا الإعلام الحديث قد يستفاد منه في حث المجتمع على الالتفاف وراء قيادته الحكيمة، وعلى تكاتف مواطني هذا البلد المعطاء، ودفع مسيرة اللحمة والبناء إلى الأمام، لتصبح مملكتنا الغالية والعالية، بإذن الله تعالى، في مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات.

حفظ الله بلادنا وقادتها بحفظه وجعلها في أمن وأمان ورقي وتقدم واطمئنان. ‫