الكلمات الإيجابية تسهم في زيادة هرمون السعادة والشباب، وهذه حقيقة أكدها علماء النفس، ولكن مقابل ذلك، كلمات الحقيقة المرة، تكون أحيانا مرة زيادة بطعم العلقم، وخاصة إذا لامست واقعا حقيقيا، ومشاهد كظهور علامات الشيخوخة مثلًا، و هذا ما حدث فعلا عندما فاجأته زوجته بقولها كبرت وتقاعدت وشبت، وبدأت عليك أثار الشيخوخة.

قال لها العمر مجرد رقم فقط والشباب شباب القلب والسعادة، ولكن ما أثار الشيخوخة في وجهة نظرك...

قالت له للشيخوخة عدة علامات واضحة، وسأذكرها لك وإذا وجدت في نفسك شيء منها فأنت الحكم والخبير وشاهد العصر..

فقال لها كوني صادقة وصدوقة في تعداد علامات الشيخوخة.

قالت حسنا وبدأت في سردها، فقالت من العلامات ظهور الشعر الأبيض والتجاعيد والابتعاد عن السكر، وكل شيء حلو، والنوم مبكرا ويكون العجوز أقل كلاما وابتسامة، وأكثر جدية، ولا يضحك غالبا، ويتأثر ويفسر كل الكلمات التي تقال له، ويكون حساسا سريع الغضب والانفعال، وإذا قام من مجلسه قام بصعوبة، وكذلك إذا جلس، واستبدال رائحة الطيب برائحة الفكس والأدوية، وكثر شخيره وتمارضه والشكوى من كل أعضائه، وخاصة الركب والأسنان.

وكذلك من علامات الشيخوخة أنه بدأ في كثرة الحديث والتسلي والتفكير في التعدد والزواج، وذلك ليمني النفس أنه مازال في العمر بقية ومتأثرا بالمقولة المشهورة تزوج بعد التقاعد وجدد حياتك ترجع شبابا وبعد ما قالت.

قال إذن هو كذلك وسأرجع شبابا.. عند ذلك توقفت عن الكلام وقالت، هي كذا الحياة وهذه علاماتها، ولكل بداية نهاية، والاعتراف سيد الأدلة، ورحم الله من علمني ونصحني بصدق الحال والواقع والمحال.