رغم الدعم الكبير الذي يجده قضاة الملاعب السعوديون، ورغم رغبة وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم في وجود أكثر من حكم سعودي بارع، وسعيهما الدائم إلى تطوير الحكام المحليين، ليكونوا أصحاب القرار في ملاعب كرة القدم السعودية، إلا أن وجود الحكم السعودي في المحافل الدولية لم يكن على قدر طموح المسؤولين، وربما أن للأخطاء المتراكمة التي يقع فيها الحكام المحليون خلال منافسات الدوري السعودي دورا في ذلك، إضافة إلى الضغط الإعلامي والجماهيري الكبير الذي يواجهه الحكام، والذي يؤثر بشكل جلي على الحكم، ويوقعه في أخطاء عدة، وغيّبه محليا ودوليا.

آخر العمالقة

يعاني التحكيم السعودي خلال الفترة الحالية من عدم وجود حكام بارزين يصلون للمحافل العالمية، فمن بعد مشاركة الدولي السابق خليل جلال في مونديالي 2006 و2010 لم يشارك أي حكم في كأس العالم أو المناسبات العالمية المهمة، رغم الدورات التدريبية المكثفة والمعسكرات الإعدادية قبل بداية الموسم، وإخضاعهم لدورات تتعلق بتقينة الفيديو (VAR)، للرغبة الجادة في عودة الحكم السعودي، وتقديم أفضل المستويات، وظهور أسماء جديدة تنضم للأسماء البارزة سابقا، والتي نجحت في تأكيد أن الحكم السعودي قادر على قيادة أقوى وأصعب المباريات.

أخطاء مستمرة

أكد عدد من المختصين في مجال التحكيم -رفضوا ذكر أسمائهم- أنه رغم الدعم والفرص وتقنية الـ(VAR)، إلا أن الأخطاء مستمرة وكأن التقنية لا تخدم الحكم السعودي، وربما أن حكام التقنية أقل مستوى من حكام الساحة، وهنا تكمن المشكلة، فمن يُصحح قرار حكم الساحة يُعد «أقل» منه، وهذا ما جعل بعض قرارات الحكام خاطئة، فغرفة (VAR) تحتاج لحكم «خبير»، وأفضل من حكم الساحة، حتى يقنع المتابع ويقنع حكم الساحة، وإلا أن استمر الحال على ما هو عليه، فإن وجود الـ(VAR) سيصبح مثل عدمه. خيارات خاطئة أشار المختصون إلى أن مشكلة اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة من أكبر العوائق التي واجهت الحكام خلال الموسم الحالي، وتقع المسؤولية في الاختيار على عاتق لجنة الحكام، والتي تتحمل بدورها عدم بروز حكام صاعدين وجدد، فقد اعتمدت على عدد قليل من الحكام، وأصرت على تواجدهم في كثير من المباريات، كما تبرز مشكلة تكرار الحكم مع فريق ما، فالحكم ليس حصريًا على فريق معين، والتكرار يجعل الوسط الرياضي لا يثق في لجنة الحكام، ولا الحكم نفسه، مما يجعلهم محل اتهامات وشكوك جماهيرية.

عدم ثقة

يعيش الوسط الرياضي خيبة أمل لغياب الحكام السعوديين عن المشاركة في كأس العالم منذ 2010، وهو ما يؤكد عدم وجود أي من الحكام البارزين الذين يشار لهم بالبنان، وهناك تخوف من أن يطول الغياب، خصوصا وأن الأندية السعودية أعلنت بطرق مختلفة عدم ثقتها بالحكم المحلي، حيث صرح عدد من رؤساء الأندية بأن المال هو من يعيقهم عن جلب حكام أجانب لمبارياتهم، وكان أخرهم رئيس الباطن ناصر الهويدي، ومن قبله رئيس الأهلي ماجد النفيعي، ورئيس الاتحاد أنمار الحائلي وغيرهم، وهذا الأمر سيزيد الضغط على الحكم السعودي، مما قد يوقعه في الأخطاء مجددا.

12 عاما

تاريخيا تعود أول مشاركات الحكام السعوديين في نهائيات كأس العالم إلى مونديال 1986 في المكسيك، عندما أصبح الحكم الدولي فلاح الشنار، أول حكم سعودي يتم اختياره لإدارة مباريات نهائيات كأس العالم، ليغيب الحكم السعودي عن المونديال 12 عامًا، وكان الدولي عبدالرحمن الزيد موجودا بعدها في في نهائيات 1998 في فرنسا، وقاد عددا من المباريات، وفي النسخة الآسيوية للمونديال، والتي احتضنتها كوريا الجنوبية واليابان في 2002 شارك الدولي علي الطريفي في قيادة عدد من مباريات المونديال، وكانت المرة الأولى التي يشارك طاقم تحكيم سعودي في موندياليين متتاليين. وبعد 4 أعوام استمر التواجد السعودي في إدارة مباريات المونديال، عقب أن تم اختيار الحكم الدولي خليل جلال لإدارة مباريات نهائيات كأس العالم، والتي استضافتها ألمانيا، ليكرر تجربته مرة أخرى في مونديال 2010، وبات أول حكم سعودي يتم اختياره للمشاركة في نسختين من كأس العالم، وبات يحمل الرقم القياسي في مشاركات الحكام السعوديين في نهائيات كأس العالم.

تخوف

عاد الحكم السعودي للغياب مرة أخرى، ولم يوجد أي حكم سعودي في إدارة مباريات مونديالي البرازيل 2014 وروسيا 2018، والخوف أن يستمر الأمر وتغيب الصافرة السعودية عن مونديال 2022.

- 1986 الحكم السعودي وصل المونديال قبل الأخضر

- 12 عاما غابت خلالها الصافرة السعودية

- 1998 أعاد الزيد الحكم السعودي لكأس العالم

- 2002 شهد حضور أول طاقم سعودي في المحفل العالمي

- 2006 حمل خليل جلال الراية السعودية

- 2010 جلال يكرر حضوره وينجح بامتياز

- 2014 و2018 يعود غياب الحكم السعودي عن المونديال