ما إن أطلق موقع التواصل الاجتماعي تويتر خاصيته «Twitter Spaces» للمحادثات الصوتية، وهي عبارة عن غرف دردشة صوتية أطلقت للتنافس مع تطبيق الدردشة الصوتي الشهر «clubhouse»، حتى انطلقت بالتزامن دعوات عدة تطالب بضبط الانفلات الذي انطلق مبكرًا مع هذه الخاصية، وربما بطريقة مستنسخة عما حدث في تطبيق كلوب هاوس التي كشف عنها نمو هذا التطبيق الأخير الذي تحول فجأة ليكون في متناول الجميع، والذي حُمّل خلال شهر واحد أكثر من 5 ملايين مرة على نظام أندرويد وحده، وتحدثت تقارير عن أن مستخدميه تخطوا الـ10 ملايين مستخدم نشط أسبوعيًّا.

وحذر مستخدمون من أن العقوبات التي ستطال الانفلات على الخاصية الجديدة لتويتر قد تكون مشددة نظرًا لطبيعة الجرائم الإلكترونية، ولأن هذه الخاصية تحقق التشهير وتوفر عناصره.

استنساخ

لم تأت تويتر بفتح جديد في إطلاق ميزتها الجديدة «المساحات» Twitter Spaces، بل كررت الفعل نفسه التي تفعله معظم منصات التواصل الاجتماعي التي تنسخ الميزات القوية من بعضها بعضًا.

أعلنت منصة تويتر عن خدمة المساحات (Spaces) لأول مرة في ديسمبر 2020، وبعد شهر واحد أطلقتها كإصدار تجريبي للاختبار لبعض مستخدمي نظام iOS، كما أطلقتها في بداية مايو الماضي لمستخدمي نظام أندرويد.

وتتيح الخدمة والتي هي عبارة عن غرف دردشة صوتية عامة لأي شخص إمكانية إنشائها والانضمام إليها، كما يمكنهم التحدث فيها إذا وافق المضيف على التحدث.

وتشبه خدمة مساحات تويتر بالضبط الغرف في تطبيق كلوب هاوس، حيث تسمح لمستخدمي تويتر بالتجمع داخل مكان محدد وإجراء دردشات صوتية مباشرة حول أي موضوع.

كما يمكن الوصول إلى المساحات طالما كانت قيد البث المباشر، وتتيح تويتر الاحتفاظ بنسخ من ملفات الصوت الخاصة بالمساحات ونصوص التعليقات التوضيحية – في حالة تشغيلها – لمدة 30 يومًا بعد انتهاء المساحة للرجوع إليها عند الحاجة للتحقق من انتهاكات قوانين تويتر، وفي حال تم اعتبار المحادثة تنتهك شروط واستخدام توتير، فإنه سيتم تمديد فترة الاحتفاظ بالمحادثة لمدة 90 يومًا زيادة وذلك لغاية السماح للمستخدم لتقديم طعن خلال هذه الفترة.

يمكن للمستخدم تحميل نسخة من المحادثة خلال 30 يومًا التي يحتفظ بها توتير، وذلك من خلال إعدادات الحساب. كما يمكن للمتحدثين تنزيل نسخة مما قالوه داخل المحادثة.

منبر متحول

تحولت خاصية المساحات الصوتية في منصة تويتر منذ إطلاقها، وبشكل خاطف وسريع جدا لتكون منبرًا لمختلف الاهتمامات، الرياضية منها والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وجميع جوانب ومعطيات الحياة، حيث جمعت كثيرًا من المهتمين بتلك الخاصية، وغدت متنفسًا لمستخدميها يبثون عبرها ويتناقشون في كل ما يجول في خواطرهم.

ومع سرعة تزايد استخدام مساحات تويتر، أخذ منحنى الاستخدام السلبي للخاصية المستحدثة مؤخرًا اتجاهًا خطيرًا ينذر بخطورة الوقوع في المحظور الذي تحدده وترسم إطاره التعريفات القانونية للجرائم المعلوماتية، وما تتشعب إليه من قذف وشتم، حيث تشهد بعض الغرف سجالات وصل مداها حتى التنابز بالألفاظ النابية والدخيلة على المجتمع السعودي.

تعدد المخالفات

يرى المستشار القانوني سلطان الحارثي في حديثه لـ«الوطن» أن «أي مكان يتعدد فيه عدد الأشخاص الذين لا يربطهم رابط معين، يتوقع أن يشهد بعض الخلافات طالما أن العلاقة المتينة والروابط القوية لا تجمع هؤلاء، وهذا ينطبق تحديدًا على المساحات الصوتية في منصة تويتر، خصوصًا أن كل من يرتاد هذه المنصات له رأي ويريد إثبات وجهة نظره، ولكل منهم هدفه منها، وبالتالي علينا أن نتوقع تعدد القضايا وتعدد المخالفات في مثل هذه الأماكن».

وأبان «تشهد هذه الوسائل كثير من المخالفات والجرائم ومنها السب أو الشتم أو التعدي أو التجني أو التحرش، وكل هذه تندرج تحت تعريف الجريمة المعلوماتية طالما أن المستخدم فيها هو الشبكة أو الهاتف المحمول أو الكومبيوتر، ومن المؤكد أن هذه الجرائم والمخالفات يعاقب عليها شرعًا ونظامًا».

جرائم كارثية

وصف الحارثي بعض المخالفات والجرائم التي تشهدها وسائل التواصل بأنها «كارثية»، وقال «بعض الجرائم المعلوماتية تعد كارثية، خاصة إذا ما ارتكبت في بعض المنصات مثل مساحات تويتر، لأنها تنطوي هنا على التشهير بالآخرين على الملأ، فالمساحات الصوتية في تويتر لا يشاهده شخص أو شخصين، بل يشاهدها أشخاص عدة، والمنصة عامة ومتاحة للجميع، ولذا تكون الجريمة فيها على مسمع من الناس، وهنا يجب أن تطبق بشأنها العقوبات الرداعة».

إقرار الجزاءات

من جانبه، كشف المتحدث الرسمي للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع عمر أبو بكر لـ«الوطن» أن لجنة الالتزام بالهيئة تتولى النظر في التجاوزات الإعلامية لإقرار الجزاءات اللازمة بحقها سواء في منصات التواصل الاجتماعي أو في مختلف الوسائل الإعلامية الأخرى، وتتم إحالة التجاوزات التي لا تختص بها الهيئة والتي تقع ضمن اختصاص الجهات الأخرى لاتخاذ ما يلزم حسب اختصاصها.

وأضاف أن «الهيئة تتابع جميع وسائل الإعلام المختلفة والعاملين في المجال الإعلامي للتأكد من التزامهم بضوابط المحتوى الإعلامي المنصوص عليها في نظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية، وفي حال تم رصد أي مخالفة من قبل منشأة إعلامية أو العاملين في المجال يتم التعامل معها فورًا».

وأشار إلى أن «الهيئة تقوم بنشر محتوى توعوي في مختلف وسائل الإعلام وعبر حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي بشكل دوري عن أهمية الالتزام بضوابط المحتوى الإعلامي المنصوص عليها في نظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية».

مقارنات

66 % نسبة هبوط تحميل تطبيق في أبريل الماضي مقارنة بمارس 2021

2.7 مليون تحميل لـClubhouse في مارس 2021

922 ألف تحميل لـClubhouse في أبريل 2021

ضوابط المحتوى الإعلامي في نظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية

ـ الامتناع عن عرض أي محتوى يُشجع أو يُروج أو يُؤدي إلى العنف، والترهيب، والسحر، والشعوذة.

ـ الحفاظ على القواعد العامة للذوق العام واللباقة.

ـ اختيار الأشخاص المناسبين عند استضافتهم أو قبول مُداخلاتهم.

ـ التقيد بمبادئ الموضوعية، والأمانة، والدقة، وسرية المعلومات، والإنصاف في التعامل مع مختلف الموضوعات.

ـ عدم تمجيد مجموعات ذات توجهات سياسية، أو عِرْقية، أو اقتصادية، أو مالية، أو أيديولوجية، أو اجتماعية هدَّامة - ضد المملكة.

ـ عدم إلحاق الضرر بحقوق المرأة أو الطفل بالمملكة.

ـ عدم المساس بكرامة الأشخاص وحياتهم الخاصة، أو التقليل مِن قَدْرهم أو الإساءة إليهم.