فجأة وأنا خارج من نادي وقت اللياقة الواقع بالرياض ،في آخر شارع عنيزة وعلى طريق الأمير سعد بن عبد الرحمن خلال الساعة التاسعة مساء الأحد 2 ربيع الثاني 1443هـ، فإذا بذلك الرجل يسقط من طوله من سطح الرصيف المجاور أو المقابل لمدخل النادي إلى هوة الطريق، الذي كان منخفضا عن سطح الرصيف بما يزيد عن الستين إلى السبعين سم.

وفي الحال التف حوله من رآه من الخارجين من النادي، ليضمدوا جراحه ويهونوا عليه آلامه، ويخففوا مصابه، وإذا بالرجل يتألم أشد الألم من مصابه، ومما زاده ألما خوفه من حدوث كسور في فخذه وهو في هذه السن المتقدمة، لما قد يترتب عليه من تجبير يدخل من ضمنه شيء من الحديد، مما سيعوق حركته عدة أشهر كما هو معروف.

تألم الرجل وأقعده الحاضرون، ولملموا جراحه وطلبوا له العفو وسألوا الله له السلامة، مما هون عليه الأمر، ثم أقعدوه وجسوا فخذه ليتأكدوا من عدم وجود كسور فيه، وكان أحد أولئك المنقذين طبيب طوارئ، طمأنه بسلامة فخذه ولا كسور فيه بعد أن فحصه (الحمد لله على سلامته).

والحظ الأكبر أن الرجل سقط في فراغ بين مركبتين لا تزيد مساحته عن المترين، أما لو سقط أمام إحداهما فالعوض من الله، قد يكون الحادث مفجعا لأن رأسه سيصطدم بأحدهما ويا لها من فاجعة؛ فرجل مسن وسقط من طوله في منخفض عميق وعلى أرض صلبة ما الذي يتوقع حصوله؟، لا شك إما أن نتوقع كسورا أو رضوضاً أو كليهما.

والسؤال الذي يفرض نفسه، أين مسؤولو أمانة مدينة الرياض؟ أعني المختصين بالشوارع والطرق وأرصفتها ومراقبيها داخل المدينة الخضراء؟ أيعقل وجود رصيف يرتفع عن المسار تلك المسافة!.

والذي نعلمه أن الرجل انقطع عن النادي أكثر من ثلاثة أسابيع، ليتلقى العلاج الكافي - شفاه الله -، والمعروف أن مثل هذا الرصيف يعمل على هيأة مدرج يتناسب مع ارتفاعه، وتوضع عليه إشارة تحذيرية بما يدل على ارتفاعه وخطورته، بل الأفضل والأوجب ومنعا لحصول حوادث مماثلة أن يوضع عليه سياج من الحديد، لا يمكن العبور من خلاله، حفاظا على الأرواح البشرية.

ومن ثم ألا يحق لهذا الرجل المطالبة بتعويض، وليس أي تعويض عن آلامه وفزعه وآثارهما في نفسيته وجسده؟، بلى والله، إن من حقه المطالبة بما يضمد جراحه ويخفف من آلامه، وإحساسي أن هذا سيلقى تأييدا من المجتمع وبقوة.