على وحدات قياسية من المنطق والموضوعية، كذلك الحياد، حيث «صفر» من ردات الفعل أو الميول الأنانية.. أحث الخطى، باحثا عن السبب والمسبب، متناغما مع «رؤية 2030» والتنمية المستدامة، منسجما مع توجهات ولاة الأمر - حفظهم الله - وحرصهم على الوطن والمواطن والمصالح العامة، وشجون الحديث حول أرض الأخدود.

أخدود الصمود والإيمان والشهداء.. بلاد النخيل الباسقة الشموخ والأودية.. عذبة الروح.. أحزنني إغلاق أكبر مكتبة لدينا (العبيكان) بحجة «سوق لا تربح فيه.. لا تمكث فيه»، ثم يذهب بي الخيال إلى السؤال الذي حيرني: متى يأتي دورنا في استضافة معرض الكتاب؟!.

رأيت أعذارا حقيقة في معرض الكتاب بالرياض، إذ استضاف أقطابا على مستوى العالم العربي، وبانت ليّ أبعادا أخرى مثل المواصلات والمطارات، والبُعد السياحي والإعلامي، على حد سواء أيضا.

ولكن حينما علمت باستضافة جيزان المعرض، في مستقبل الأيام، وهي لا تبعد كثيرا عن نجران في معايير الإمكانات، رجعت حيرانا للسؤال نفسه مرة أخرى، لعل وعسى هناك أسباب أخرى!.

دار «خطيب العرب» غنية بأبحديات الثقافة والإثراء، ولها بصمات متفردة، وأبسط الأمثلة الشاعر مهذل الصقور (قباني الجنوب)، وإن كان «مهذل» موغلا في الانتماء، ونزار قباني مفرطا في العشق.. هو مثال لزمننا المعاصر.

وكل الظن الجميل بوزارة الثقافة ردم كل الفجوات والفراغات التنظيمية والإدارية، وتهيئة البنية للمعرض، وإزالة أسباب الموانع.

فنجران أصيلة، وأهلها كرماء في التعاون والتجاوب، متعطشون للنهل والإضافة في عالم الفكر والثقافة.