على الرغم من أن ديننا الحنيف، أجاز الطلاق كإحدى الوسائل عندما لا تستقيم الحياة الزوجية، إلا أننا نغفل بأن رعاية الأطفال في أسرة متوازنة نفسياً من أهم العوامل، التي تؤثر في تكوينهم و تعميق المفاهيم والقيم، واكتساب قوة تحميهم من الأمراض النفسية والجسدية، فإذا استمر الخلاف داخل الأسرة، يعرض الطفل للكثير من المتاعب النفسية ويضره أكثر مما ينفعه، وفي هذه الحالة يكون الطلاق أقل الأضرار، ذلك لأن ابتعاد الأبوين المتنازعين قد يسمح لأحدهما أو كليهما، بتوفير بعض الرعاية للأبناء بعيداً عن المشاكل.

ومما لاشك فيه أن الطفل يصاب بتأثيرات بالغة في حال طلاق الوالدين، لأن ابتعاد الأم يضع في نفسه جذور الحرمان والكآبة والحزن، وافتقاده الشعور بالأمان، والخوف من الحاضر والمستقبل، مما قد يمهد للإصابة بأمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب، كذلك ابتعاد الأب الذي يعطيه المثل والقدوة والانضباط، يترك آثارا سيئة في حياته.

فإذا وصلت الأسرة إلى مرحلة محتم فيها وقوع الطلاق مع وجود أبناء، فلابد أن يتعاون الوالدان «الزوجان» لصالح الأبناء، من خلال ثلاث مراحل، منها مرحلة ما قبل الطلاق الرسمي، وفيه يتعين على الآباء الاتفاق، على عدم نقل أفكار خاطئة من أي طرف منهما على الآخر للأبناء، حتى لا يقعوا في تناقض وجداني بين الحب والكره لكل طرف، والاتفاق على مستقبل الأبناء من حيث الطرف الذي سيقيمون عنده.

أما في مرحلة الطلاق على الزوجين أن يعدا أبناءهم لتقبل الطلاق، ليس كموقف يمثل كارثة بالنسبة لهم، لكنه كأمر وارد أن يحدث في الكثير من الأسر، مع التأكيد على طمأنة الأطفال بضرورة اتصالهما بهم ومسئوليتيهما الكاملة عنهم، ومرحلة مع بعد الطلاق ويكون فيها التركيز على استمرارية العلاقة الوالدية بالأبناء، وعدم إظهار مشاعر كراهية أي من الزوجين للآخر أثناء الاتصال بالأبناء.

وما يغيب عن الأذهان هو أن احتياج الطفل الوجداني، خلال مرحلة تكوينه لكل من الأم والأب، كالمأكل والمشرب لا غنى عنهما، وعليه يجب تفادي وقوع الطلاق وما يقع على الأبناء من مشاكل نفسية، بصبر كل من الزوجين على الآخر والذي فيه جزاء كبير وعد الله به الصابرين.