تنوعت فعاليات الترفيه وتشعبت برامجه ونشاطاته المبهرة، لتقدم نوعاً مختلفاً ومتميزاً من الإبداعات الوطنية والابتكارات الرائدة في مضمونها الترفيهي وفي مستوى إخراجها الفني وتنظيمها الهيكلي، تباينت نشاطاته لتناسب مختلف الشرائح العمرية، بما يلبي حاجات وتطلعات فئات مختلفة من المجتمع، وبما يثري ذائقة أجيال عمرية مختلفة تُشبع بها هوايات كانت دفينة ومغمورة، أو لم تجد لها أرضا خصبة تحتويها أو تدفعها نحو العطاء والإبداع المبتكر.

مخرجات موسم الرياض الترفيهي لهذا العام تضمن في برامجه الإبداعية، جانباً فنياً مبتكراً ومحتوى ثقافياً مهماً، تشكلت مفرداته في أداء مسرحي مبهر في جميع متطلباته التقنية والفنية والبشرية، التي تعتبر رائدة على مستوى الوطن العربي، سواء في مستوى إخراجها وأدائها، أو في فكرتها نحو توثيق تاريخ قامات فنية استقطبت حولها الملايين لعقود مضت، بل وما زالت تعيش بيننا بما خلفته من مستوى فني مبدع وإرث ثقافي جميل للفن العربي الأصيل.

تناغم النشاط الترفيهي مع تطلعات السعودية اليوم والمستقبل، نحو الارتقاء بثقافة المجتمع وتنويع خياراته المتاحة، حتى أصبح الترفيه من أحد أهم ممكناتنا السياحية ومن نشاطاتنا الثقافية التي استقطبت نحوها الملايين، لزيارة السعودية سواء على النطاق الداخلي والإقليمي أو حتى على المستوى العالمي، وذلك بعد تيسير إجراءات السياحة الدولية وفتحها لمختلف الجنسيات دون تمييز عرقي أو ديني أو غيره، بل وتمكن الترفيه من إيصال رسالة سريعة هادفة للمجتمع الدولي عن السعودية اليوم، بما تتضمنه من برامج وإبداعات، وبما تسبب فيه من استقطاب للسياحة في المملكة بمناطقها المختلفة.

نجح الترفيه في تقديم السعودية بصورتها الحديثة وتطلعاتها المستقبلية نحو بناء جيل متنوع في مهاراته، متمكن من قدراته منافس في أدائه على المستوى الدولي، نجاح الترفيه لم يكن مرهونا فقط ببرامجه ومخرجاته المتنوعة الثرية، وإنما باستناده إلى كثير من الأيدي الوطنية والمهارات الشابة، التي أسهمت وشاركت في بناء منظومة ترفيهية مختلفة عن النمط التقليدي السائد، لم يبدأ الترفيه نشاطاته من حيث بدأ الآخرون، وإنما بدأ من حيث انتهوا ليكون مستحدثاً في منجزاته ومبتكراً في برامجه المتجددة، ليضيف زخماً من الرفاه المأمول وقدراً وافراً من جودة الحياة ومزيداً من التفاؤل والإقبال نحو مستقبل أفضل وغد أكثر إشراقاً.

توزيع نشاطات الترفيه وبرامجه على مناطق المملكة الثلاث عشرة، يُسهم في مشاركة جميع سكان المناطق في الاستفادة من مردود الترفيه الإيجابي سواء في تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة بين المناطق، أو بما يلحقه ويتطلبه من وجود مشروعات تجارية صغيرة ومتوسطة وكبيرة في المناطق، من شأنها أن تنعش سكان المناطق المختلفة اجتماعياً واقتصادياً، بما تسهم به من إمكانية خلق فرص عمل مختلفة لهم، بما يحد من الهجرة الداخلية نحو المدن الرئيسة، ويُسهم في معالجة ازدحام المواصلات، نتيجة لتكدس السكان في المدن الكبرى، كمحصلة طبيعية لتمركز الأعمال والنشاطات المختلفة فيها.

يسهم الترفيه في تحقيق التحول الثقافي المأمول، لبناء المستوى التنموي المطلوب بين أفراد المجتمع، بما يتضمنه من فعاليات هادفة تراعي الانتقائية في برامجه المتنوعة، والاختيار المدروس في نشاطاته المبدعة التي تحتوي قدرات ومهارات الشباب/‏ت، وتُسهم في تطوير إمكاناتهم وترتقي بعطاءاتهم، بما يُهيئ لها من سبل تعليمية ومصادر ثقافية وفنية منظمة وأصيلة، تخدم تطلعات السعودية اليوم والمستقبل، وتُسهم في بناء جيل واع مثقف قادر على الاختيار ومتمكن من التمييز بين الغث والثمين، وبين الصالح والطالح.

عبر الترفيه يمكن زرع كثير من القيم الجميلة والمبادئ الهادفة بين الأجيال، باعتباره وسيلة مرنة ومقبولة، وآلية مبهجة وثرية لتطويع المهارات واستقطاب العقول وتوجيه القدرات الشابة، نحو تحقيق أهداف سامية ومردود إيجابي يثمر ريعه للوطن والمواطنين.