المقولة «لو كان لدي وقت لكتبت رسالة أقصر»، وإن تعددت الشخصيات التي تنسب لها، إلا أنها تدل أيضا على أن الإسهاب في الكتابة أو الحديث قد يكون أكثر يسرا وسهولة من الاختصار والاختزال.

تمكنت خوارزميات الذكاء الاصطناعي من القيام بعملية الكتابة الآلية للجمل، التي تعني أنه أصبح بالإمكان أن يكتب الكمبيوتر عددا من الجمل التي تدور حول موضوع محدد وبشكل آلي، وبالتالي فقد ظهرت قدرات لمثل هذه الخوارزميات لم تكن ممكنة في السابق، ولكن هذه الإمكانات، وإن كانت متطورة، إلا أنها مرتبطة بإعطاء الكمبيوتر مساحة أكبر للكتابة، وذلك بإتاحة الفرصة له للكتابة بشكل مُسهب، لبناء جمل لها معنى مترابط.

ولكن في السنوات الأخيرة كانت هناك عدد من المحاولات لجعل أنظمة الذكاء الاصطناعي تبني جملا فردية أو قصيرة، لها دلالة واضحة، وهو ما يطلق عليه في بعض الأحيان «الملء الآلي للنص»، الذي يعد أكثر تحديا للكمبيوتر من كتابة مقال كامل. وفي هذا دلالة على أن الكتابة المختصرة تعد بالصعوبة نفسها على الكمبيوتر والبشر بحد سواء.

قام الدكتور ييشين هوانج (Yichen Huang)، وعدد من الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، ومعامل الأبحاث بشركة مايكروسوفت (Microsoft) بالعمل على خوارزمية ذكاء اصطناعي، يمكنها كتابة جملة واحدة لها معنى مرتبط بموضوع محدد، وذلك بجعل نظامهم يقوم على قراءة موضوع ما، ومن ثم كتابة جملة مفردة يمكن تضمينها بين عدد من الجمل، شريطة أن تكون تلك الجملة البينية المصنوعة آليا مرتبطة ارتباطا مباشرا بالموضوع محل القراءة.

وتعمل الخوارزمية، التي تم تطويرها من قِبل الفريق البحثي، بطريقة مبتكرة، إذ تقوم على قراءة وتحليل الموضوع المكتوب، ومن ثم تحديد ما إذا كانت هناك علاقة ضعيفة بين جملتين مكتوبتين سلفا، ومن ثم تقوم الخوارزمية بمحاولة كتابة جملة إضافية بين هاتين الجملتين، بحيث تكون وظيفة تلك الجملة المولدة آلية الربط بين الموضوعات الواردة في الجملتين، وبالتالي فإن نظام الذكاء الاصطناعي يقوم على زيادة ترابط الموضوع بشكل عام بكتابة جمل بينية آليا.