بحسب «ويكيبيديا» فإن الاحتراق النفسي مرض يتسم بمجموعة من العلامات والأعراض والمتغيرات في السلوكيات المهنية، وفي بعض الحالات يتم رصد متغيرات بالتكوين الجسدي والوظيفي والكيمياء الحيوية الجسمانية لدى بعض المصابين بهذا المرض، وقد تم تصنيف هذا المرض وفقا لتشخيص هذه الحالة من الإرهاق ضمن فئة الأمراض ذات المخاطر النفسية الاجتماعية المهنية، نظرا لكونه ناتجا عن التعرض لضغوط دائمة وممتدة.

في عام 1969م أشار طبيب الأمراض النفسية هارلود برادلي لأول مرة إلى نوع من أنواع الضغوط الخاصة المتعلقة بالعمل تحت مسمى الاحتراق النفسي في مقالة بعنوان «قواعد العلاج المجتمعي للشباب البالغين من المجرمين»، وفي عام 1974م استخدم المحلل النفسي هربرت فرودنبرجر هذا المصطلح من جديد، وبعده بأعوام، وتحديدا في عام 1967م استخدمته عالمة الأمراض النفسية كرستينا ماسلاك في الدراسات التي تم إعدادها لظواهر الاستنزاف المهني.

وقد ذكر فرودنبرجر في هذا الصدد قائلاً: «بصفتي محللًا نفسيًا وطبيبًا ممارسًا، فقد أدركت أن الأشخاص في بعض الأحيان يقعون ضحايا للحرائق تمامًا مثل المباني، فتحت وطأة التوترات الناتجة عن ظروف الحياة في عالمنا تُستهلك مواردهم الداخلية في إطار العمل بفعل النيران تاركة فراغا داخليا هائلاً حتى وإن بدا الغلاف الخارجي سليما إلى حد ما».

وفي هذا السياق فقد كشفت دراسة تناولت الاحتراق النفسي لممارسي العلاقات العامة أجراها الدكتور عبدالرحمن بن نامي المطيري استهدفت التعرّف على مستوى الاحتراق النفسي لدي ممارسي العلاقات العامة في المنظمات السعودية العامة والخاصة، والكشف عن حجم الضغوط المهنية والإدارية التي يتعرضون لها، إضافة إلى رصد الفروق بين ممارسي العلاقات العامة بالمنظمات السعودية في مستوى الاحتراق النفسي، وعن تأثير متغيرات: «سنوات الخبرة، والجنس، وجهة العمل، والمؤهل العلمي» على مستوى هذا الاحتراق لديهم. وتبيّن من نتائج الدراسة أن مستوى الاحتراق النفسي لدى ممارسي العلاقات العامة بالمنظمات السعودية العامة والخاصة متوسط، وإن كان يزيد قليلاً لدي ممارسي العلاقات العامة بالمنظمات الخاصة عنه لدى ممارسيها بالمنظمات العامة في بعدي: الإجهاد الانفعالي، وتبلّد الإحساس بالعمل في إدارة العلاقات العامة، أما فيما يتعلق ببعد الإنجاز الشخصي في العمل بإدارة العلاقات العامة فقد كان مستوى الاحتراق مرتفعا، وإن كان أقل قليلاً من مستوى الاحتراق لدى ممارسي العلاقات العامة بالمنظمات الخاصة.

وأوضحت نتائج الدراسة أن ممارسي العلاقات العامة بالمنظمات السعودية العامة والخاصة يتعرضون لمجموعة من الضغوط الإدارية التي تؤثر في عملهم، وتختلف مستويات هذه الضغوط التي يتعرضون لها باختلاف المستوى الإداري ونوع المنظمة.

وفي اعتقادي أن النتائج أعلاه قد تنطبق على أي شخص يعمل بوظائف شبيهة للعلاقات العامة؛ لا سيما في الوظائف التي تتطلب مقابلة الجمهور، وقد يكون من المناسب أن يحرص ممارس العلاقات العامة على إيجاد الأساليب المجدية لمواجهة الاحتراق النفسي وتدريب نفسه على المرونة والصبر والتروّي والهدوء، بالإضافة إلى التدريب على مهارات الذكاء العاطفي، والتي تعتبر من أهم المهارات التي تساعد على القيام بوظيفة العلاقات العامة بالشكل المطلوب.