تسعى المليشيات الحوثية بشكل مستمر إلى طمس الهوية اليمنية، وتدمير آثارها وتغيير عادتها وتقاليدها، وفي أحدث انتهاك عمدت إلى تحويل بيت الثقافة بالعاصمة صنعاء، إلى مول تجاري لبيع الملابس الجاهزة، وسط حالة غضب من قبل اليمنيين، وقد ذكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني،:«أن هذه الخطوة الاستفزازية التي أقدمت عليها ميليشيا الحوثي ليست الأولى من نوعها، فقد عطلت الميليشيا منذ الانقلاب كل مؤسسات المعرفة والثقافة والفن، واستهدفت المثقفين والفنانين، وتعمدت تجهيل المجتمع لصالح تعميم أفكارها الظلامية المتطرفة، الدخيلة على بلدنا ومجتمعنا والمستوردة من إيران».

تداول الصور

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لبيت الثقافة، والذي حوله الحوثيون إلى مول تجاري، الأمر الذي أدى إلى موجة غضب في أوساط اليمنيين، الذين اعتبروا هذا الفعل بأنه خلاصة لتعامل ميليشيا الحوثي مع الثقافة، وكل ما يمتّ لها بصلة. وأنزلت ميليشيا الحوثي إعلانات على وسائل التواصل، تروج لما أقدمت عليه، تحت عنوان تخفيضات في الملابس، في المعرض الذي أقيم تحت عنوان «ستايلكس»، في استفزاز واضح من ميليشيا الحوثي للشعب.


بيت الثقافة

ويعد بيت الثقافة أحد أهمّ الأروقة الثقافية في اليمن، وظل منذ تأسيسه في عام 2000، وجهة مهمة للفعاليات الثقافية والفنية، كما علق وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، على تحويل ميليشيا الحوثي بيت الثقافة لمول تجاري، مؤكدا أن هذا «فوق الخيال»، وأنه «لم تصدّق عينه»، وأشار الرويشان في منشور له على صفحته في «الفيس بوك»، إلى أن «بيت الثقافة اليوم يبيع الملابس بدلاً عن معارض الفن التشكيلي والكتب»، متسائلا: «لماذا في بيت الثقافة رغم وجود ألف صالة وصالة في صنعاء؟».

وكانت سلطات مأرب قد نظمت المعرض الأول للكتاب في ديسمبر 2020، لأول مرة، حيث تم تحويل عدد من مولات الملابس إلى معرض للكتاب، كأول معرض يقام في المحافظة التي باتت واجهة ثقافية لم تعهدها من قبل.