الزمن الجميل، جملة لا أعلم من الشخص الذي أطلقها لأول مرة، ومن أي بلد وإن كنت أرجح أن مصدرها الأصلي مصر، ولا غرابة، فمصر أم الجمال والتاريخ العريق الموغل في السحق وبعد المدى، لكن ما لا أفهمه هو وصف البعض عندنا هنا لأيام الستينيات والسبعينيات «بالزمن الجميل» فهل كان فعلا زمنا جميلا ويستحق الاستدعاء؟!.

أعلم أن طبع البشر الحنين إلى الماضي، جميلا كان أو له متاعبه وشجونه. لكن إذا كنا عادلين في التقييم مع احترامي للبعض، ومن يطلق هذا الوصف على ماضينا قبل عقود، أقول إن اليوم أجمل وإن كان لا يخلو من متاعبه أيضا، كيف وقد كانت مجالات الترفيه قليلة، وتحت حصار الصحوة الخائبة والأمور الأخرى، يستغرق إنجازها وقتا وأسفارا لأيام؟.

كما أن وسائل الاتصال لا تتوفر بكل المنازل، و أقصد «التليفون» وفي حال احتياجك لشخص ما للمساعدة، في حال تعرضت لحاجة، فيجب عليك البحث عمن لديه تليفون، و إلا ستطول معاناتك.

اليوم بكل سهولة تختصر كل شيء، إلا ما ندر برسالة أو إيميل، وتجد من تبحث عنه بكل سهولة فلماذا لا يكون زمننا اليوم أجمل؟! كما أنه يعد زمنا أجمل للنسوان بقيادتهن للسيارة، والحصول على الكثير من الحقوق المشروعة والمنطقية، في هذا العهد الزاهر والمستقبل الواعد، الذي طلت غيومه الجميلة مع الملك سلمان وولي عهده.

قد تجد عيل يردد «الزمن الجميل» وهو ليس لديه أي خلفية، عن متاعب ما قبل الثورة التقنية المتلاحقة، أو تجد من يردد «الزمن الجميل» لكنه من الطبقة التي ولدت في برج عقاري شاهق، وجل سنواته عاشها بعيدا عن حصار الصحوة الخيبانة وغرابيل تلك الفترة، فالمنطق منطق، وأقول هذا من واقع تجارب مريرة جدا لي ولغيري، مع المواصلات والغربة العملية، و أنواع أخرى من التعقيدات، فمن الواجب والعدل أن زمننا أحق بهذا الوصف.

ولا يعني هذا أنني خالي البال بل على العكس تماما.