تكثر التساؤلات عن سبب شدة أعراض الإنفلونزا الموسمية هذا العام وطول مدتها عند البعض، وفي ما كان لكورونا علاقة أم لا؟ وعن هذا أوضح أستاذ علم الفيروسات السريرية المساعد جامعة نجران الدكتور أحمد الشهري أن التعامل عادة يكون أسهل مع موسم الإنفلونزا في حال وجدت مناعة طبيعية جزئيا لدى بعض أفراد المجتمع نتيجة إصابة خلال العام السابق أو مكتسبة نتيجة أخذ لقاح الإنفلونزا. ولكن في العام المنصرم كان عدد الإصابة بالإنفلونزا أقل من المعتاد خلال الموسم الخاص به، وذلك نظراً لظهور وباء «كوفيد-19» وتطبيق الإجراءات الوقائية الخاصة به مثل ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وتهوية الأماكن المغلقة.

ضعف اللقاح

وقال الشهري، إن فيروسات الإنفلونزا الموسمية تتميز بالطفرات المتعددة والمتجددة بشكل سنوي والسماح لانتشارها بين الأفراد من دون تحصين يتسبب في ظهور متغيرات ربما تكون مصحوبة بمخاطر صحية وأعباء اقتصادية على المجتمع. وأشار الشهري إلى أن تطوير لقاح الإنفلونزا سنويا يتم بناء على المتغير المتداول العام السابق وبسبب انشغال الشركات الدوائية بتطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، فربما لا يحاكي لقاح الإنفلونزا الحالي كل المتغيرات الفيروسية. الأمر الذي يؤثر نسبيا على كفاءة فاعلية اللقاح في منع الأعراض الشديدة والوفيات (40 – 60%). وعلى الرغم من ذلك يؤكد الشهري أن هذا لا يعني الامتناع عن أخذ لقاح الإنفلونزا لهذا العام بل المطلوب هو المبادرة لأخذه، وذلك لدور اللقاح الإيجابي في تقليل مخاطر الإصابة الشديدة.

أسباب غير واضحة

وأكد الشهري أن شح المعرفة العلمية المرتبطة بظاهرة ضعف القدرة المناعية عند العديد من الأفراد ضد فيروس الإنفلونزا الموسمية في المراحل المرضية الأولى إضافة إلى عدم وضوح ملامح المرحلة المقبلة لمتغيرات فيروس كورونا المستجد، كلها تحتم على المجتمعات تبني الممارسات الوقائية المعززة لمناعة الجسم وأهمها الإقبال بثقة على أخذ اللقاحات اللازمة للوقاية من الأمراض المعدية وإدراك أهمية الاعتناء بالصحة النفسية. موسم غير متوقع

وبين الشهري أن الإنفلونزا خلال موسم شتاء هذا العام غير متوقعة بعض الشيء خصوصاً في ظل تهاون البعض في الحذر من «كوفيد-19» الذي ربما يعرض عددا أعلى من المتوسط من الأفراد لإصابة إنفلونزا شديدة. تابع الشهري: يدعم هذا الرأي دراسة تنبؤية قامت بها جامعة بيتسبرغ لتوقع أسوأ سيناريو ممكن لهذا الموسم في حال ضعف التحصين وانتشار متغير جديد.

كما رأت الدراسة، أن معدل زيادة نسبة إشغال أسرة المستشفيات الأمريكية بمصابي الإنفلونزا قد يصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالمعدل المتعارف عليه. كذلك يصعب أحيانا في بداية الأمر التفريق بين أعراض نزلة البرد العام من جهة وأعراض الإنفلونزا و«كوفيد-19» من جهة أخرى، حيث إن جميعها تؤثر على الجهاز التنفسي ويظل الفحص السريري والمخبري الأدق لتحديد نوع الفيروس المسبب لتلك الأعراض.