أكدت الحكومة الإثيوبية الأربعاء أن جنودها استعادوا مدينة في جنوب تيجراي من أيدي المتمردين، في أول تقدم ميداني كبير في المنطقة التي تشهد حربًا منذ أشهر. ولم ترد جبهة تحرير شعب تيجراي التي أعلنت انسحابها من منطقتي أمهرة وعفر هذا الأسبوع ودعت إلى وقف القتال، على ما اعلنته الحكومة الى الآن.

وقال المكتب الإعلامي التابع للحكومة في بيان إن «القوات الإثيوبية الباسلة والقوات الأمنية في منطقة أمهرة سيطرت على مدينة ألاماتا بعدما هزمت القوات العدوة».

وأضاف «القوات الإثيوبية والقوات الأمنية في منطقة أمهرة التي تدمر المجموعة الإرهابية الهاربة تتجه نحو أبيرجيلي» في إشارة إلى منطقة في تيجراي.

ورغم عدم تأكيده، فإن انسحاب جبهة تحرير شعب تيجراي من أمهرة وعفر أحيا الآمال بإجراء محادثات لإنهاء النزاع المستمر منذ 13 شهرًا والذي أودى بالآلاف وتسبب بأزمة إنسانية فيما أصبحت مناطق في البلاد على حافة المجاعة.

واعتبارًا من أواخر أكتوبر، أعلن كل من الجانبين تقدمه ميدانيا مع إعلان جبهة تحرير شعب تيجراي أنها أصبحت على مسافة 200 كيلومتر برا من العاصمة أديس أبابا.

وتوجه رئيس الوزراء أبيي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، وهو ضابط سابق في الجيش، إلى جبهة القتال الشهر الماضي، بحسب وسائل إعلام حكومية. وتقول مذاك إنها استعادت بلدات رئيسية عدة.

وصرحت الناطقة باسم أحمد بيلين سيوم لوكالة فرانس برس الاثنين بأن إعلان الجبهة انسحابها من أمهرة وعفر هو بمثابة تستر على خسائر عسكرية. وقطعت الاتصالات في منطقة النزاع كما قيّد وصول الصحافيين ما يجعل التحقق من المعلومات المتصلة بساحة المعركة صعبًا.

خطوة حاسمة نحو السلام

في رسالة كتبها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أعرب زعيم جبهة تحرير شعب تيجراي ديبرتسيون جبريمايكل عن أمله في أن يكون انسحاب المتمردين «خطوة حاسمة نحو السلام».

لكنّ جهودًا قادها الاتحاد الإفريقي للتوسط في وقف لإطلاق النار، فشلت حتى الآن في تحقيق أي تقدم ملموس. وكان قادة جبهة تحرير شعب تيجراي يرفضون الانسحاب من أمهرة وعفر ما لم تنه الحكومة ما وصفه المتمردون بأنه «حصار» إنساني على تيجراي. وشكا العاملون في مجال الإغاثة مرارًا من أن العقبات الأمنية والبيروقراطية تعرقل الوصول إلى المنطقة حيث يعتقد أن قرابة 400 ألف شخص هم على حافة المجاعة.

وعلّقت الأمم المتحدة الرحلات الجوية الإنسانية من أديس أبابا إلى ميكيلي عاصمة تيجراي في أكتوبر وسط حملة من القصف الجوي الحكومي على المنطقة، إلا أنها استأنفتها في نوفمبر. ودفعت المخاوف من زحف المتمردين على العاصمة أديس أبابا دولا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى حضّ مواطنيها على مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت، رغم أن حكومة أبيي أكدت أن المدينة آمنة. وتسبب القتال بنزوح أكثر من مليوني شخص ودفع بمئات الآلاف إلى عتبة المجاعة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، مع ورود تقارير عن مذابح وعمليات اغتصاب جماعي ارتكبها الطرفان.

وخلص تحقيق مشترك بين مفوضية الأمم المتحدة والمفوضية الإثيوبية لحقوق الإنسان التي شكلتها الحكومة الإثيوبية في مطلع نوفمبر إلى ارتكاب كل الأطراف جرائم يمكن تصنيفها ضد الإنسانية.

واندلعت الحرب في إثيوبيا في نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد الجيش إلى إقليم تيجراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيجراي بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الإثيوبي.

وبرر أبيي أحمد الخطوة بأن قوات الجبهة هاجمت معسكرات للجيش الفدرالي، وتعهد تحقيق نصر سريع. لكن بعد تكبدهم خسائر، حقق المتمردون انتصارات مفاجئة، واستعادوا السيطرة على القسم الأكبر من تيجراي بحلول يونيو قبل التقدم إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.

وتطالب كل من أمهرة وتيجراي بغرب تيجراي، الإقليم الذي احتلته قوات أمهرة منذ اندلاع الحرب، ما أدى إلى نزوح واسع النطاق وتحذيرات أمريكية من حدوث تطهير إتني.