تقدم الروبوتات الشخصية عددا من الخدمات التي تساهم في تخفيف أعباء الأعمال المنزلية، حيث يمكنها تنظيف الأرضيات، وغسل الأطباق أو الملابس، بل والطبخ في بعض الأحيان، وهذه المهارات أصبح بإمكان الروبوتات عملها لأنه تكون لديها القدرة على تلقي التعليمات، ومن ثم بالرؤية وإدراك ما حولها، تقوم الروبوتات المنزلية باتباع تلك التعليمات، من دون ارتكاب أخطاء، كالارتطام بالأثاث، أو إحداث كوارث كترك الموقد مشتعلاً من دون إغلاق.

على الرغم من أن خوارزميات الرؤية تشكل عصب الروبوتات المنزلية، فإن إدراك الروبوت وفهمه التعليمات يعد بذات الأهمية، فعملية تجول الروبوت في المنزل، ليست عبارة عن عدد من الخطوات الثابتة التي يتم اتباعها، بل هي عملية تفاعلية، تستمد حيويتها من تلقي التعليمات، وفهمها، ومن ثم تنفيذها واتباعها، وهذا ما يميز الروبوت الشخصي الذكي، من تلك الذراع الآلية التي تعمل في مصنع للسيارات.

وعلى الرغم من التطور الذي يمكن ملاحظته في مجال روبوتات المنزل، فإنه ما زال هناك عدد من التحديات التي تواجهها هذه التقنية، ومن هذه التحديات، قدرة الروبوت على تنفيذ الأوامر الطويلة، وبتفصيل أكثر، إذ إن الروبوتات أثبتت كفاءتها في تنفيذ الأوامر والتعليمات القصيرة والمحددة، ولكن تنفيذ الأوامر التي يتلقاها الروبوت، على شكل عدد من الجمل اللغوية المركبة والطويلة، والتي تحتوي على عدد من التعليمات، يعد إحدى الصعوبات التي تواجهها خوارزميات الذكاء الاصطناعي داخل هذه الروبوتات، وقد وجدت إحدى الدراسات الصادرة من شركة (Google)، أنه على الرغم من تمكن الروبوتات من تحقيق هدفها الملاحي (الوصول من نقطة إلى أخرى)، فإن بعضها لم يكن يلتزم بالتعليمات الواردة له بشكل صارم.

تجنب الروبوتات لاتباع التعليمات، ربما يمكن عزوه إلى طول أو تعقيد تلك التعليمات، والتي تجبر الروبوت على استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي لديها، لتجاوز أجزاء من تلك التعليمات، أو اختصارها، للوصول لهدفها، وعلى الرغم من أن ذلك يبدو ذكياً إلى حد ما، إلا أنه لا يعد صحيحاً، ومن هذا المنطلق، فقد قام فريق بحثي بقيادة البروفيسور في شا (Fei Sha) من جامعة جنوب كاليفورنيا (University of Southern California) وبالتعاون مع عدد من الجامعات الأمريكية الأخرى، بدراسة إمكانية تسهيل التعليمات الطويلة على الروبوتات، وذلك لضمان تنفيذها بشكل دقيق، وخرجوا بخوارزمية ذكاء اصطناعي جديدة، أُطلق عليه خوارزمية «مشي الأطفال».

اقترح الفريق البحثي تطوير خوارزمية مستقلة تعمل داخل الروبوت، هدفها تسهيل اتباع التعليمات، حيث تقوم الخوارزمية بتلقي التعليمات المراد تنفيذها، ومن ثم تقوم بتقسيم تلك التعليمات على شكل خطوات صغيرة، كتلك التي يمكن للأطفال اتباعها، وبعد ذلك يتم إرسال الخطوات البسيطة، للجزء المعني داخل الروبوت، ليقوم بتنفيذها، وبالتالي فإن محصلة اتباع خطوات الأطفال تلك، أن يقوم الروبوت بتنفيذ الأوامر المعقدة والطويلة التي تلقاها في بادئ الأمر.