مطرة الراجحي مسنة من جازان لفظت أنفاسها في دار المسنين بالطائف بعد يومين من نقلها من دار المسنين لعدم تحملها اختلاف المناخ والبعد عن مسقط رأسها، فيما فضل المسن علي حريصي العيش وحيدًا في غرفة من حجر على قمة جبل لما تبقى من عمره بعد إغلاق دار المسنين بالمنطقة.. ومطرة والحريصي مثالان لعشرات من مسني ومسنات دار الرعاية بجازان الذين أغلقت دارهم وحرموا من منطقتهم مجبرين، في الوقت الذي أنهى فيه فرع الوزارة بجازان منذ عامين إنشاء مبنى نموذجي للمسنين وبقيت أبوابه موصدة، دون الاستفادة منه، في انتظار قرار التخصيص، الذي أكد عليه مدير فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمنطقة جازان المهندس أحمد القنفذي.

ظروف حياتية

ويعاني عشرات المسنين والمسنات من مستفيدي دار المسنين بجازان سابقًا مصيرًا مجهولًا، بعد نقلهم إلى أبها والطائف، نتيجة اختلاف الظروف الحياتية والمناخية، والتي أثرت سلبيًا على حياتهم، وسط تجاهل لتساؤلات عن مصيرهم وعودتهم إلى المنطقة، بعد قيام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة بإغلاق الدار قبل عامين، وتحويله لدار لرعاية الفتيات.

30% بجازان

وكشفت دراسات أن منطقة جازان تمثل 30% من عدد السكان الذين تجاوزت أعمارهم 60 عامًا، وعلمت «الوطن»، أن عددًا من المسنين والمسنات بدار الرعاية بجازان سابقًا تم نقلهم إلى مبنى قديم في الطائف تجاوز عمره أكثر من 50 عامًا، فيما تم نقل عشرات الآخرين إلى مبنى قديم آخر في أبها، وذلك على الرغم من اكتمال مبنى دار رعاية المسنين الجديد بجازان، وأشارت المصادر إلى أن مبنى جازان الجديد يتسع لـ 200 نزيل، وبلغت قيمته المالية أكثر من 50 مليون ريال، وتم استلامه بشكل نهائي، إلا أنه ما زال مغلقًا.

تصريحات مناقضة

لا تزال التصريحات السابقة لمدير فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بجازان في الـ 20 من فبراير عام 2020 والتي أكد فيها أن قرار نقل نزلاء دار المسنين إلى خارج المنطقة وتوزيعهم على عدد من المناطق إجراء مؤقت لحين تجهيز المبنى الجديد بالمنطقة، والذي يعد مركزًا ضخمًا تتوافر فيه جميع متطلبات الحياة الكريمة للنزلاء، يناقض المصير المجهول الذي يعاني منه عشرات المسنين والمسنات المنقولين، واكتمال المبنى الجديد المخصص لرعايتهم والذي ما زال موصد الأبواب.

انتظار العودة

على الرغم من جاهزية مبنى دار الرعاية الاجتماعية بجازان، تجاهل فرع الموارد عودة المسنين إلى المنطقة، بعد تأكيدهم أن إجراء نقلهم خارج المنطقة مؤقت، وينتظر المسنون الإيفاء بالوعود، وعودتهم إلى دار الرعاية الاجتماعية، لينعموا بحياة كريمة مثل غيرهم، بعد أن اكتمل المشروع، ورسم البسمة على محياهم، بدلا من ذرفهم للدموع، واشتياقهم إلى زيارات الأصدقاء.

مراعاة الأوضاع

وفي خطاب حصلت عليه «الوطن» أرسله مسؤول بوزارة الموارد البشرية يطالب فيه الوزارة بإعادة فتح دار المسنين بالمنطقة ويستغرب فيه من الأسباب التي أدت إلى إغلاق الدار ونقل المسنين إلى عدة مناطق، وأشار المسؤول إلى أنه في جازان يتوفر لهم مبنى جديد، تم استلامه مؤخرًا، فلماذا لا يتم افتتاحه وإعادة تسكين المنقولين من المسنين فيه، خاصة أن نقلهم إلى أبها والطائف، تسبب في أضرار لهم نتيجة عدم تحملهم الأجواء الباردة، وعدم تكيفهم معها.

6 أسباب

وأكد المسؤول، أن هناك 6 أسباب تثبت أن قرار الإغلاق كان خاطئا، وتتمثل في: إن نسبة المصروفات التي ترتبط بمسني الدار تبلغ 90%، وأن موظفي الدار كلهم على وظائف رسمية، ولا يمكن الاستغناء عنهم أو استبعادهم، فهم داخل نظام الخدمة المدنية بجازان، وتم توزيعهم على بقية الفروع، ولم يتوفر أي مبلغ في هذا الجانب، وأن المبنى أحد مباني مركز التأهيل الشامل، ولم يكن مستأجرًا، وتم إنشاء مبنى على أرقى المواصفات يتسع لـ 200 مسن، سيساهم في تحقيق معدلات عالية من الخدمات الراقية لهم، ويتضح من الدراسة التركيز على جوانب وترك أخرى، وأن الأكلات التي يتعود عليها المسن في منطقة يصعب عليه أن يأكل غيرها لم يتعود عليها، وبالتالي قد يصاب بحالة فقد للشهية، تؤدي إلى تدهور حالته الصحية.

تخصيص الدار

بدورها تواصلت «الوطن» مع مدير فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمنطقة جازان المهندس أحمد القنفذي، والذي أكد في رده على استفسار الصحيفة بشأن موعد افتتاح دار المسنين الجديد بأن: «دور المسنين في عموم مناطق المملكة ضمن المشاريع التي تعتزم الوزارة طرحها للتخصيص، وذلك بالتنسيق مع المركز الوطني للتخصيص ووزارة المالية».