يمر ميركاتو الشتاء بارداً على بعض الأندية وتظهر بوضع متفرجة وهي بأمس الحاجة للتغيير للخروج من دوامة المراكز المتأخرة، ولكنها مستعدة في التفريط بأبناء ناديها، وهناك أندية بارعة في تجهيز فريقها بأفضل العناصر وكذلك قادرة على دعم دكة البدلاء.

انتقالات الشتاء أصبحت أكثر سخونة في معسكري ناديي النصر والهلال، بل مشتعلة كأنها تدفئ مناصريها، مثل صفقة انتقال لاعب الهلال محمد كنو للنصر.

من حق النصر مفاوضة أي لاعب في فترته الحرة ولكن الغريب أن يرتكب محمد كنو هذا الخطأ القانوني الفادح بالتوقيع لناديين!.

لو كانت رغبته الأساسية البقاء في ناديه، لماذا فاوض ووقع وفتح المجال؟!.

فلو لم يرغب في الانتقال كان الأمر بسيطا، فقط عليه الإجابة سأجدد للنادي وتغلق المفاوضات. ولكن ما حدث أمره غريب، ولو أمن اللاعب العقوبة ورأى أنها بسيطة فلدينا مشكلة في الأنظمة، فما قرأته وسمعته من المختصين القانونين أن اللاعب قد يتعرض للإيقاف والغرامة المالية، وخطاب الشركة التي تدير أعمال اللاعب يثبت صحة الموقف النصراوي، ولكن ما الذي حدث في ليلة السوبر، غير مسار الأمور لتمضي باتجاه آخر.

بنظري أن ما حدث لا يعكس التطور الرياضي والاحتراف الذي نسير عليه، وما زلنا نعيش حقبة (والله لاعبنا ما ياخذوه)، جزء من التعصب دون التفكير بمصلحة اللاعب أو مصلحة المنتخب السعودي الذي يمثله كنو ويعتر ركيزة مهمة فيه.

لفترة اعتقدت أننا نسير في منحى مرتفع بعيداً عن عقليات المتعصبين، ولكن عدنا للمربع الأول، لو لم يحتمل الموضوع بشكل احترافي بعيداً عن ميولي وميولك.

المضحك أن هناك أندية بعد علمها بإنهاء النصر الصفقة، أعلنت إرسالها عرضا لكنو، خطة قديمة ومكشوفة نحتاج غيرها لنقتنع أنكم كباقي الأندية تتحركون وتفاوضون وربما توقعون، غير ذلك الجماهير باتت تعي ما يحدث.

لا أنتمي للهلال ولا للنصر، لكني أتطلع لحل جذري لمثل ما حدث حتى لا تصبح إشكالية سائدة تتكرر في رياضتنا التي بدأت في التقدم بشكل يدعو للفخر، كما أتطلع أن يعاد تأهيل اللاعبين احترافياً،فبعضهم ما زال بعقلية لاعب الحارة.