تحتضنه الجدة والفرح يغمرها، والابتسامة الواسعة مرسومة على شفتيها، فأحد أحفادها الصغار مكتنز للغاية ويملك «كرشا» رغم أن عمره ثلاث سنوات فقط، وهي منهكة بسبب حمله له طبعا لثقل وزنه، فلقد أصبح كتلة من اللحم كالخروف الصغير، ومع هذا أعتقد هي تعلم أن مخاطر السمنة للصغار لا تعد ولا تحصى لكنها غير مبالية.

ثقافتنا خاطئة وما زلنا متشبثين بها، فلقد سمعت من أكاديميين كبار أقاويل صادمة عن السمنة، ضاربين بالطب الحديث عرض الحائط والذين يحذرون من مخاطر السمنة، فذاك يتناول كميات هائلة من الطعام الدسم، وآخر يكرر الجملة الشهيرة «الرجل بلا كرش لا يسوى قرش».

الكويت والعراق ومصر والأردن، ودول عربية كثيرة تحتل المراكز الأولى عالميا بالسمنة المفرطة، ترافقها إصابات السكري والقلب والضغط، وكنت أتصور أن ارتفاع أعداد المصابين بالسمنة المفرطة، مرتبط بشكل أو بآخر مع الدخل المرتفع للفرد وهذا غير صحيح، فالمواطن المصري والأردني على سبيل المثال، ليس من أصحاب الدخل المرتفع، لكنهم يعانون من السمنة المفرطة، بسبب تركيزهم على تناول كميات هائلة من الخبز والأرز.

التقيت مع جراح مشهور بجراحات السمنة، فقد أجد عنده حلولا وإجابات، وأبلغني أنه رغم تطور مجاله الطبي إلا أن الموضوع ليس سهلا، فهناك شروط وضوابط قبل الإقدام على العملية، كما أن على من يجري العملية أن يتبع نظاما غذائيا ويمارس الرياضة بعد العملية، وإلا فإن العواقب كارثية، وليس كما يفعل بعض مدعي الطب، بأنه بعد العملية بأنك سوف يعود رشيقا وبكامل نشاطه، وعوضا عن العمليات الجراحية والتعرض لمشرط الجراح، فإن اتباع برامج الحمية والرجيم هي الحل الأمثل والأسهل.