قسمت أرقام دخول المستشفيات «المضللة» بسبب «كورونا» في الولايات المتحدة الشارع الأمريكي بين مؤيد ومعارض، حتى تدخلت السياسة في القضية، خصوصا مع اقتراب الانتخابات النصفية، حيث يسعى الديمقراطيون إلى تشويه سمعة الجمهوريين، باعتبارهم منظري مؤامرة، ولا يعترفون بأرقام التعافي من «كوفيد».

قد جاءت المفاجأة على لسان مديرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (C.D.C)، الدكتورة روشيل والينسكي، عندما قالت عبر قناة «سي. إن. إن» الأمريكية إن مرضى «كوفيد» يدخلون المستشفيات لأسباب أخرى، وتصل نسبة هؤلاء إلى 40%، الأمر الذي اعتبره أطباء آخرون تناقضا غريبا، لا ينبغي أن يصدر من أعلى مسؤولة عن مكافحة الأمراض في بلد يضم أكثر من 300 مليون نسمة.

أرقام الإصابات غير مهمة

بينما أكد الجراح الأمريكي الشهير الدكتور سنجاي جوبتا أن أرقام الإصابات بالمرض ليست بتلك الأهمية. وقال، في حديث لقناة «سي. إن. إن»: «أرقام الحالات ليست مهمة حقا مثل دخول المستشفى، لأن المهم هو كيفية إصابة المرضى».

لماذا يضلل C.D.C الناس؟

هنا وصل الجدال التليفزيوني، وذلك عبر حلقة بثت مساء أمس، وشاهدها ملايين الأمريكيين، حيث تم عرض تسجيل فيديو لمديرة مركز مكافحة الأمراض الدكتورة وهي تتحدث لقناة «فوكس نيوز»، قائلة إن 40% من الشعب الأمريكي يدخلون المستشفيات ليس بسبب «كوفيد»، إنما لأسباب تتعلق بإصابتهم بأمراض أخرى، حتى يمكن إصابة أحدهم بكسر في قدمه.

هذه المعلومات أحدثت «صدمة» لضيوف «سي. إن. إن»، ومن ضمنهم الصحفي الأمريكي جيك تابر، الذي بدا متفاجئا من تصريح «والينسكي»، ووصفها بأنها «مضللة».

وقال «تابر»: «لقد فهمنا من حديث مديرة مركز مكافحة الأمراض أن الأشخاص المصابين بـ«كوفيد» الموجودين في المستشفيات ليسوا بالضرورة يعانونه، إنما يمكن لأنهم راجعوا المستشفى لأمر آخر، ولكن المستشفى يسجل حالاتهم على أنهم مصابون بـ«كوفيد»، وليس لأي سبب آخر.. هكذا يتم تضخيم الأرقام».

بحلول نهاية البرنامج، بدا «تابر» منزعجًا قليلاً من الأرقام المتضخمة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وأكد: «نحن بحاجة إلى أوضح صورة ممكنة حول ما إذا كان شخص في المستشفى مصابا بكسر في الساق، ولديه أيضا «كورونا» دون أعراض، فلا ينبغي اعتباره في المستشفى لأنه يعاني «كوفيد». يجب أن تتضح هذه المسألة، لأنها تضلل المجتمع».