لو تتبعنا الفيروسات والأمراض المعدية تاريخيًا لوجدنا أنها موغلة في القدم، حتى إن بعض العلماء المتخصصين قالوا إنها تعود لأكثر من 12000عام مضت، وهذا الرقم للفيروسات، أما الأمراض المعدية فتاريخها أقدم من هذا بكثير، حيث يرجع إلى ما قبل التاريخ (50 ألف سنة- 100).

لو أننا نحاول فقط استذكار بعض مسمياتها في العصر الحديث لوجدنا الكم الهائل منها؛ أي تلك الأمراض والفيروسات والأوبئة، فعلى سبيل المثال:

أنفلونزا الخنازير-أنفلونزا الطيور-جنون البقر -فيروس البطاطا -الطاعون البقري-الأنفلونزا الأسبانية.. وغيرها، إلى أن نصل إلى ما نحن بصدده اليوم، وهو (كوفيد- 19) أو ما يعرف بـ(فيروس كورونا المستجد).

وبلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية بما أنها جزء من العالم فقد غزاها هذا الوباء أو هذه الجائحة، لأن هذا الوباء قد ضرب العالم بأسره من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، وقد عملت الجهات المعنية في البلاد على مكافحته منذ البداية، فأتذكر أنه تم تعطيل المدارس حضورياً منذ شهر رجب من عام 1441هـ، وخصصت المدارس بالذكر كوني أعمل معلماً.

وبدأت أرقام الإصابات في الارتفاع حتى وصلت بعد فترة إلى قرابة الخمسة آلاف إصابة يومياً، وكيف عملت وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الصحة بالعمل على تطبيق الحجر الصحي.

كل ذلك ذكريات مؤلمة مرت تمت بعدها انفراجة استبشرنا بعدها خيراً، وبدأت المسألة الصحية في تغير إلى الأفضل والإصابات أخذت في التراجع والانخفاض بشكل واضح حتى وصلت إلى العشرينيات فقط على مستوى المملكة، وما هي إلا أيام إلا ونسمع بمتحور جديد من سلالة هذا الفايروس (كوفيد- 19) (أميكرون) ليعاود بالأرقام إلى سابق عهدها ليصل بها إلى الآلاف من جديد، وكل ذلك ووزارة الصحة تعمل جاهدة بكل طاقمها وكل طاقتها للحيلولة دون تفاقم الوضع والوصول به إلى بر الأمان بعد توفيق الله تعالى.

أما على المستوى الشخصي فقد كنت أتابع الأمور عن كثب كما سائر المواطنين، وكنت -بحمد الله- ملتزماً بلبس الكمامة والتعقيم والتباعد، ولكن ما قدّر الله وما شاء فعل، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فقد أصبت بالفيروس في الآونة الأخيرة، بعد أن دخلت لإحدى المناسبات الاجتماعية، ومع أني كنت مرتدياً الكمامة، وما إن وصلت إلى البيت بعد تلك المناسبة إلا وأحسست بصداع وإرهاق، وبدأ الزكام والرشح، وبعد أن أخذت المسحة تأكدت إصابتي بالفيروس.. والحمد لله على كل حال.

وأخيراً لا نزال نعيش الأمل بأن يفرج الله تعالى عن العالم بانحسار هذا الوباء وذهابه ليعيش العالم وقد تخلص من هذه الجائحة القاتلة.