مع إصدار بريطانيا التحذير لرعاياها قبل أيام لمغادرة ليبيا، ظهرت مخاوف من صدامات وصراعات للميليشيات التي تسعى للسلطة والمال.

وتشهد طرابلس تحركات «ميليشياوية»، وصفها مراقبون بأنها تحمل نذر حرب جديدة، وتشارك فيها جماعات منها «البقرة» و«الردع» و«غنيوة» و«444» و«ثوار طرابلس» و«الكتيبة 301»، و«جهاز دعم الاستقرار»، حيث إنها قبل وبعد إعلان تأجيل الانتخابات الرئاسية، التي كانت مقررة 24 ديسمبر المنصرم تدخل في اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة مع بعضها، للسيطرة على المناطق الحيوية في العاصمة وفرض نفوذها فيها.

نزع سلاح الميليشيات

وحذر السياسي الليبي ورئيس المجلس المحلي لمنطقة طبرق سابقا، فرج ياسين، من أن الميليشيات في العاصمة طرابلس على شفا الدخول في صدام جديد، فيما تستعد الدول الغربية لذلك النزاع بدعوة رعاياها للمغادرة.

وألقى ياسين باللوم على الدول الغربية لمواقفها، حيال الأزمة الليبية، معتبرا أن تدخلاتهم سارت في اتجاه الإبقاء على التيارات المتطرفة، رغم أن الشعب الليبي لفظها «كما اتضح في نتائج انتخابات البرلمان 2014، التي خسرت فيها هذه التيارات»، مضيفا: «يبدو أن هناك إرادة من أجل أن تكون ليبيا هي الحاضنة لتنظيم الإخوان، الذي لم يعد له مكان في دول الإقليم مثل مصر وتونس».

وتوقع أن حل أزمة ليبيا ما زال بعيدا، مبررا ذلك بأن «التشخيص منذ البداية كان خاطئا، لأن الأزمة جرى التعامل معها على أنها سياسية، وهي في الأساس أزمة أمنية، وكان يجب قبل الحديث عن المسار السياسي، والانتخابات نزع سلاح الميليشيات كأساس للحل».