وضع مهتمون في الحفاظ على التراث العمراني بالأحساء، نحو 5 توصيات للحفاظ على التراث العمراني في الأحساء، وهي زيادة عدد المقاولين المؤهلين لمزاولة مهنة ترميم المباني التراثية، ورفع مستوى الثقافة والمعرفة للمجتمع المحلي بأهمية المحافظة على التراث العمراني، وأهمية هوية المدينة، وتكثيف الفعاليات والمؤتمرات والندوات وورش العمل الموجهة للحفاظ على التراث العمراني، وتكثيف إصدارات الأفلام الوثائقية التعريفية عن المباني والمواقع التراثية والتاريخية.

ورصدوا كذلك 4 تحديات تواجه التراث العمراني في الأحساء، وهي: هجرة السكان المحليين للمباني القديمة وإهمالها، وتفكك النسيج العمراني سواء بالهدم أو الإزالة أو بالإضافة، والأنقاض والنفايات في المباني المتهالكة والمهجورة، وتعدد الملاك في المبنى الواحد، موضحين أن التراث العمراني في الأحساء، تميز بالنقوش الأحسائية بخصوصيتها وأشكالها، موظفة الدوائر المتكررة كأساس مستلهمة نمطها من البيئة المحلية كالنخلة وأجزائها وورق شجرة التين والورد وشكل المزهرية والمباخر، وكذلك أعمال النسيج.

صعوبة تحديد المدة الزمنية

أكد ناجي بو سرور «مقاول مبان تراثية وتاريخية»، على صعوبة تحديد مدة زمنية لتنفيذ أعمال إعادة الترميم والتأهيل للمباني التراثية والتاريخية، مشيرًا إلى أن «البناء الطيني يختلف تماماً عن البناء الحديث في تحديد مدة زمنية.. والمدة الزمنية ضرورية في سلامة المبنى التراثي»، موضحًا أن «أعمال توثيق وتسجيل وترميم مباني العقير التاريخي، واجهت عدة صعوبات، من بينها: اكتشاف الأعمدة الدائرية في الخان بارتفاع 3 أمتار، وقوع المباني بالقرب من الشاطئ» أرض ضحلة بالمياه«، فالمباني تمتص المياه المالحة، والتأكيد على تنفيذ اللياسة بالجص القديم في الأحساء في مثل هذه الحالات، لافتًا إلى ضرورة إعداد مواصفات «كراسية» خاصة لكل موقع تراثي، وهي تختلف من منطقة إلى أخرى، مع التأكيد على استخدام المواد والخامات الأولية من نفس المنطقة، معلنًا لجميع السعوديين الراغبين في العمل في مهنة ترميم وإعادة تأهيل المباني التاريخية والتراثية عن استعداده لتدريبهم على جميع تلك الأعمال، للحفاظ على هذه المهنة.

الاستفادة من كبار السن

أبان حسن الحسين «مستثمر في بناء المباني التراثية»، ضرورة تشجيع الشباب الشغوفين في ممارسة هذه المهنة، والاستفادة من خبرات العاملين في المهنة، وخاصة كبار السن، مضيفًا أن من أبرز التحديات، التي تواجه الممارسين لهذه المهنة «صعوبة الحصول على مواد البناء، وقلة العمالة ذوي الخبرة الكافية»، مقترحًا استخدام بدائل لمواد البناء كاستخدام الأسمنت الأبيض، وتدريب طاقم للعمل، مطالبًا الجهات المسؤولة بالاهتمام بكبار السن الممارسين لهذه المهنة، وتحفيزهم وتشجيعهم للاستمرار في ممارسة المهنة، وكذلك ينطبق الأمر على المهن والحرف والصناعات التقليدية واليدوية، وربط عقود أعمال تأهيل وإعادة بناء المباني التراثية بوجود ممارس للمهنة من كبار السن من أبناء المنطقة، كمشرف ومستشار وممارس للمهنة في المشروع، مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على طريقة البناء القديم في الأحساء، وتوثيق البناء وفق الطراز المعماري الأحسائي القديم، وفق المقاسات الجمالية في النقوش والارتفاعات.

الاستيطان البشري

بيّن الدكتور عدنان الجابر «باحث في الحفاظ على التراث العمراني»، أن من بين معايير إدراج واحة الأحساء في لائحة التراث العالمي الإنساني في اليونيسكو «مشهد ثقافي متطور»، أن هناك قيمة عالمية استثنائية للأحساء، وينطبق عليها بعض العوامل والاشتراطات المتعلقة بقيم الأصالة والتكامل، وفيها عدة مزايا، من بينها: مشهد فريد ناتج عن تفاعل الإنسان مع الطبيعة في موقع جغرافي وجيولوجي يؤكد تعاقب الحضارات الإنسانية عبر مراحل التاريخ، ومشهد يتميز بالترابط الكبير بين بساتين النخيل والبيئة العمرانية بشكل مستمر على مدى فترة طويلة من الزمن ولا يزال يحافظ على جميع الخصائص بما في ذلك الظروف الطبيعية والمائية والاجتماعية والثقافية، وتشمل الواحة مبان تاريخية كالحصون والمواقع الإسلامية، وتمثل معالم الموقع شهادات حية على الاستيطان البشري منذ آلاف السنين حتى الوقت الحاضر.

توصيات للحفاظ على الأحساء في لائحة التراث

01 المحافظة على المواقع والمباني التراثية والبيئية المحيطة بها.

02 صيانة وترميم وتوظيف مواقع التراث العالمي.

03 زيادة الوعي بأهمية المحافظة على مواقع التراث العمراني لدى جميع شرائح المجتمع.

04 تشجيع الملاك على تنمية وإعادة تأهيل مواقع التراث العمراني التي يملكونها.

05 تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مواقع التراث العمراني.

06 ربط مواقع التراث العمراني مع المخطط الهيكلي للمدينة.

07 تهيئة المساحات المحيطة بمباني التراث العمراني.

08 الاستفادة من المناطق والمساحات المفتوحة المحيطة بمباني التراث العمراني.

09 العمل على ضم بقية المكونات لملف التسجيل: مباني العقير التاريخية.

10 تحديد المخاطر المحتملة وكيف يمكن التخفيف من حدتها.