بمناسبة ذكرى نكبة العرب والمسلمين الكبرى، في أكبر سرقة في التاريخ الإنساني، تذكرت هذا البيت من الشعر:

قتل امرئ في غابة جريمة لاتغتفر

وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر

مرت السنون ومرت الأيام وانطوت، وعقد يعقبه عقد، وفلسطين مختطفة وأسيرة وما زالت هي الأرض السليبة..

تذكرت أيضاً ما كان يدرس لنا في التاريخ من أوطان سليبة أخرى طواها النسيان مثل سبتة ومليلة التي ما زالت تابعة لإسبانيا وتطالب بها المغرب و(اللواء السليب لواء الإسكندرونة) الذي قسم في معاهدة سايكس بيكو ليكون من نصيب تركيا، وقد كان مقاطعة عربية، ألحقت ببيروت ثم حلب أيام الخلافة العثمانية. وأما نحن في الخليج العربي فيجدر بنا أن نعيد تسمية الجزر العربية المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى لتصبح الجزر السليبة، مع أنها ليست مسلوبة، بل مختطفة بالطائرات منذ السبعينات، أي أن وطننا السليب تساوى في كل أرجائه، فسبتة ومليلة ولواء الإسكندرونة التي تطل على البحر المتوسط ويجري بها نهر العاصي، وعربستان في إيران وهم الأكثر تمسكا بعروبتهم، كونهم عشائر عربية.

كل هؤلاء كانوا مع أو قبل نكبة فلسطين، ويزداد الألم عندما يختلف الفلسطينيون القائمون على أمر سياستهم فيما بينهم، وكأن فلسطين تخصهم وحدهم.

المشكلة الكبرى أننا حتى في المآسي نختلف. فلسطين بعد أكثر من ستين عاما أصبحت فانتازيا تاريخية فقط لكل من أراد أن يدعي القومية أو الوطنية أو الجهاد أو يكتب شعرا أو يحررها في الخيال..

لا أحد في هذا الزمن يستشعر المأساة، إنما يتحدث عنها، يشاكس فيها، يتحجج ويتبجح، وكل يدعي وصلا بليلى، من سفن تمخر عباب البحر بمعونات لغرض الاستعراض على حساب كرامة فلسطين، أو صواريخ يقال إنها ستدك تل أبيب دكا، ولا شيء غير ذلك.

حتى أطراف بعيدة تبنت قضيتنا الكبرى من باب الدعاية والادعاء.. فماذا قدموا لفلسطين الأرض وماذا سيقدمون؟ تتعاقب السنون وهم يطالبون فقط بحدود 67.. فقط لا غير انتبهوا.. لا نريد زيادة.. انتهى الأمر.