تنقلات اللاعبين بين الأندية ظاهرة صحية، والأهم أن تكون حركة التدوير تغلفها الإيجابية، بحيث يكون الفريق محتاجا لخدمات اللاعب، لأن وضعه على دكة الاحتياط يقتل الطموح. اللافت أن هناك إدارات أندية أبدت امتعاضها من انتقال لاعبيها، وتوعدت برد الدين للنادي الذي طرق أبوابها، وزادت: لن نتنازل عن الفترة المتبقية في عقد اللاعب مهما تكن الأرقام. هذا الشعور يُحترم في جانب، وله مأخذ في جانب آخر، فالإيجابية في التصريح أن النادي إذا كان محتاجا لخدمات اللاعب، ويشارك معه كعنصر أساسي، فمن حقه عدم التنازل عن فترته المتبقية. في حين إذا كان مصيره الإبعاد عن المشاركات كعقوبة، لتوقيعه لفريق آخر، فذلك يدخل في جوانب يرفضها الذوق الرياضي، لأن الأمر أخذ منحنى آخر. أما عبارات التهديد والوعيد برد الدين، ففي تصوري أن مثل تلك التصاريح عفا عليها الزمن، لأن السوق متاح للجميع، وخير مثال ما يحدث في الدوريات الأوروبية وغيرها. الحديث عن تنقلات اللاعبين يجرنا لموضوع يرتبط بهذا الجانب، المتمثل في حقوق وسطاء اللاعبين، وبالتالي يفترض على جميع مسؤولي الأندية أن يدركوا أهمية تسليم الوسيط حقه، وما أرمي إليه هم الوسطاء السعوديون، لأن جل رزقهم من العمولة التي يأخذونها بعد تسويق اللاعب، وبالتالي يفترض أن يعطوا بقدر ما يناله الوسيط الأجنبي الذي يتسلم عمولته قبل حضور اللاعب. وإذا كان ذلك حقا مكتسبا للأجنبي، فالأمر أيضا للوسيط السعودي. وهذا الحديث يجرنا لحكامنا الأعزاء، فهم الآخرون يتعين مساواتهم بالطواقم الأجنبية التي تجلب بمبالغ مجزية. واللافت في الأسبوع الفارط إصابة طاقم حكام مباراة الهلال والتعاون، القادم من أمريكا الجنوبية، بفيروس «كورونا»، مما يطرح سؤالا: هل الحكام مصابون قبل حضورهم للرياض ولم يتضح ذلك إلا بعد المباراة أم حدث هذا في أثناء المواجهة أو بعدها؟. تساؤلات تناثرت بعد ظهور خبر الإصابة الذي يعد مفاجئا لمتابع أحداث الدوري السعودي، حيث يتعين الحرص على دقة الكشف على الطواقم الأجنبية، للحفاظ على مصلحة الجميع. وما دام الحديث عن الصراع الأوروبي، فقد استمتع الجميع بمنافسات السوبر الإسباني، وامتزجت متعة الجماهير بين الصراع المحلي والأوروبي على أرض مملكة الإنسانية، والأجمل أن جل اللاعبين الأجانب في الفرق المحلية وجدوا في المحفل، في إشارة إلى علو مؤشر الحدث، والاهتمام طال جميع الرياضيين في العالم، حيث اتجهت بورصة مشاعرهم الكروية للرياض، وهذا بلا شك داعم كبير للمؤشر الاقتصادي الرياضي، لأن الأمر يتجاوز المتعة وجلب الأنظار إلى تحقيق مكتسبات في المؤشر الاقتصادي.