رشح خبراء السياسة الخارجية الأمريكية احتمالية ظهور أو تصاعد 30 صراعا محتملا حول العالم في العام الحالي، حيث تواجه إدارة جو بايدن عددا من الأزمات الإنسانية الحادة، وسط توترات متزايدة مع الصين وإيران وروسيا.

ولعل أكثر الصراعات الملحة المحتملة، تتمحور حول النقص الحاد في الغذاء، وتراجع المساعدات الخارجية، وعدم الاستقرار السياسي، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، ما ينذر بتسريع الأزمات الإنسانية وأزمة اللاجئين في جميع أنحاء العالم.

ويسعى مركز الإجراءات الوقائية الأمريكي (CPA) إلى المساعدة في منع أو نزع فتيل أو حل النزاعات المميتة في جميع أنحاء العالم وتوسيع نطاق المعرفة حول منع النزاعات.

منهجية الاستطلاع

في نوفمبر 2021، أرسل استطلاع حول الصراعات المحتملة والتي يمكن أن تنشأ خلال الـ12 شهرا المقبلة، إلى أكثر من 11300 أمريكي من مسؤولين حكوميين وخبراء في السياسة الخارجية وأكاديميين، استجاب منهم ما يقرب من 400، طُلب من كل منهم تقدير التأثير على المصالح الأمريكية واحتمالية حدوث كل حالة طوارئ وفقًا للإرشادات العامة.

وتم ترتيب النزاعات وتصنيف الحالات الطارئة إلى 3 مستويات للأولوية الوقائية (الأول والثاني والثالث) وفقًا لوضعها في مصفوفة تقييم المخاطر المصاحبة.

مستويات مرتفعة

صنف في هذا المستوى المرتفع الطوارئ التي تهدد الولايات المتحدة بشكل مباشر، سواء كانت داخلية، أو من حليف في معاهدة دفاعية، أو من ذوي مصلحة، وتقود إلى استجابة عسكرية أمريكية.

وهناك مستوى معتدل، يضم حالات الطوارئ التي تهدد أمريكا بشكل غير مباشر، أو تؤثر على دولة ذات أهمية إستراتيجية للولايات المتحدة، والتي ليست في معاهدة دفاعية كحليف.

وجاء في المستوى المنخفض حالات الطوارئ التي على دولة ذات أهمية إستراتيجية محدودة لأمريكا، ولكن يمكن أن يكون لها عواقب إنسانية وخيمة.

نتائج

خلصت أبرز نتائج الاستطلاع إلى أنه منذ 14 سنة، لم يعد يُنظر إلى هجوم إرهابي واسع النطاق على أمريكا أو حليفها من قبل منظمة إرهابية أجنبية على أنه أولوية من المستوى الأول. ومع ذلك لم يتم استبعاد احتمال وقوع هجوم إلكتروني مدمر للغاية على أمريكا التي قد تصبح أكثر المناطق عرضة للخطر في عام 2022، ولا تزال البنية التحتية من أهم اهتماماتها. واعتبر أن صداما مسلحا في بحر الصين الجنوبي بين الولايات المتحدة والصين ومواجهة نموذجية أخرى بين الصين والهند، من المخاطر الثالثة، فيما لا يزال تجدد الأزمة في شبه الجزيرة الكورية يمثل أولوية من الدرجة الأولى، ويعتقد الآن أن هناك فرصة متساوية لحدوثها.

حالات طارئة

تم تضمين 7 أعمال جديدة في تقرير هذا العام، حيث يتوقع حدوث اضطرابات سياسية متزايدة وتهديدات انفصالية في البوسنة والهرسك، وتزايد التوترات العرقية وعدم الاستقرار السياسي في كيون، وتصعيد المظالم والمواجهة العسكرية المحتملة بين إثيوبيا والسودان، وتمت ترقية الحالات الطارئة التي تشمل هايتي ولبنان وأوكرانيا، والتي تم تقييمها على أنها مخاوف من المستوى الأول في العام الماضي، إلى اهتمامات Tiet لعام 2022. كما تم ترجيح احتمال تدهور الظروف السياسية والاقتصادية في أمريكا الوسطى، وزيادة الهجرة إلى الخارج إلى حدود الولايات المتحدة الجنوبية.

احتمال مرتفع ـ أثر معتدل

وصنفت عدة أزمات على أنها ضمن الاحتمالات المرتفعة، لكنها ستبقى معتدلة الأثر بالنسبة لأمريكا، ومنها:

- أزمة إنسانية معتدلة في أفغانستان ناجمة عن نقص حاد في الغذاء، واستمرار عدم الاستقرار السياسي، وتناقص المساعدة الخارجية، ما يؤدي إلى نزوح جماعي للاجئين.

تنامي الاضطرابات السياسية وتدهور الأمن العام في هايتي، يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ونزوح جماعي للاجئين.

تنامي عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات الاجتماعية في لبنان.

مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل بشأن برنامج إيران النووي والدعم المتواصل للجماعات المسلحة في البلدان المجاورة.

استئناف كوريا الشمالية تجارب الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، أو تطوير الأسلحة النووية، وتجدد الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.

تصاعد القتال في شرق أوكرانيا أو الاشتباك العسكري الرئيس في المناطق المتنازع عليها، وزيادة التوترات مع روسيا، وهجوم إلكتروني مدمر للغاية على البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة من قبل دولة أو مجموعة من الدول المدعومة من الدولة.

احتمال مرتفع ومعتدل ـ تأثير منخفض

وضمن الاحتمال المرتفع المعتدل، ذي التأثيرات المنخفضة جاء:

اشتداد الصراع العرقي القومي في إثيوبيا بين الحكومة والمعارضة، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وعدم الاستقرار في المنطقة

تفاقم أزمات اليمن الإنسانية بسبب استمرار انتهاكات المتمردين الحوثيين

هجوم إرهابي متراكم على أمريكا أو حليف من قبل إرهابي أجنبي

تصاعد التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وغزة، ومواجهات عنيفة

تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية، وعنف بين الجيش التركي وجماعات كردية مسلحة داخل تركيا أو في العراق وسورية

تأثير معتدل منخفض

تجدد الصراع العنيف بين أرمينيا وأذربيجان في وحول ناغورنو كاراباخ، يثير توترات بين روسيا وتركيا

تزايد الاضطرابات السياسية والتهديدات الانفصالية في البوسنة والهرسك، مما يستلزم زيادة مشاركة قوات حفظ السلام الدولية

تزايد التوترات العرقية وعدم الاستقرار السياسي في الكاميرون، يزيد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية

انهيار الحكومة الموحدة في ليبيا، وتجدد الصراع بين الفصائل السياسية المتضاربة التي تدعمها القوى الخارجية المتنافسة

استمرار الأزمات في السودان، وتنامي الاضطرابات الاجتماعية والعنف

تصاعد التوترات بين الجزائر والمغرب بشأن السيادة في الصحراء الغربية

تزايد القمع السياسي والعرقي في ميانمار، وانتشار العنف على نطاق واسع، وزيادة تدفقات الهجرة

تصاعد توترات ومواجهة عسكرية محتملة بين إثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة

مخاطر من الدرجة الأولى

الاحتمال المرتفع، والتأثير المتوسط

01 تفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان بسبب النقص الحاد في الغذاء وتناقص المساعدات الخارجية

02 تنامي الاضطرابات السياسية وتدهور الأمن العام في هايتي، وتفاقم الأزمة الإنسانية ونزوح جماعي للاجئين

03 تنامي عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات الاجتماعية في لبنان، وانهيار مؤسسات الدولة وتزايد العنف الطائفي

04 استمرار تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في فنزويلا، مما أدى إلى مزيد من الصراع السياسي وزيادة تدفقات الهجرة

الاحتمال المعتدل والتأثير المرتفع

05 تكثيف الضغط القسري من جانب الصين تجاه تايوان

06 مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل بسبب برنامج إيران النووي

07 استئناف تجارب الصواريخ الباليستية طويلة المدى لكوريا الشمالية

08 تصاعد القتال في شرق أوكرانيا واشتعال التوترات مع روسيا

09 هجوم إلكتروني مدمر على البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة من قبل دولة أو مجموعات مدعومة