عقدت مكتبة الملك عبدالعزيز مؤخرا لقاءين ثقافيين ضمن افتتاح برنامجها الثقافي للعام 2022م ، الأول بعنوان:" حروف تقرأها الأنامل" وجاء في سياق الاحتفاء والاهتمام بالمكفوفين، وشارك فيه كل من خالد المشيقح، وأنور النصار، وأداره سلمان الشهري، والثاني كان في إطار التنمية البشرية وقد جاء بعنوان:" لا تشبه أحدًا سواك" شارك فيه كل من الأستاذ سعد بن محمد الحمودي الكاتب في التنمية البشرية والإدارية الحائز على جائزة الملك فهد الخيرية،و الأستاذ عبدالله بن محمد العقلا مستشار الاتصال المؤسسي والتسوق ومؤسس لقاء العلاقات العامة

في اللقاء الأول كان هناك جانب ثقافي معرفي في اللقاء، حيث تحدث الضيفان عن تجاربهم في القراءة والتعليم وبداية اكتشاف طريقة برايل، ثم تحدثا عن طباعة الكتب والثقافة وتعليم ذوي الهمم والمكفوفين، وبينا أن المملكة العربية السعودية رائدة في طباعة كتب المكفوفين خاصة في مراحل التعليم المختلفة، وتم قبل سنوات عقد مؤتمر في الرياض لنظام القراءة للمكفوفين، بقراءة فيها لمس عبر الأنامل، باختصار الكلمات والحروف، وأصبح هناك توحيد للقراءة والعلوم وتميزت المملكة بذلك عربيا وعالميا.

وقد تم توزيع كتاب :" لو أبصرت ثلاثة أيام" من تأليف هيلين آدمز كيلير ومن ترجمة د. عبدالهادي التازي على المشاركين والحضور، وهو مطبوع بلغة برايل أيضا .

وفي اللقاء الثاني :" لا تشبه أحدا سواك"

جاء الحديث

عن صناعة محتوى مختلف، حيث عرف المحتوى المتخصص في الشبكات الاجتماعية، أنه : أيّة معرفة متاحة في الاقتصاد الرياضيات الفيزياء الإدارة، وأيّة معلومات متاحة للناس هي شكل من أشكال المعرفة، بالنسبة للمحتوى المتخصص، ولا توجد تجربة كاملة يجب أن نقتدي بها كصناع محتوى.

وقال الحمودي: إن نسبة الناطقين بالعربية 400 مليون لكن حجم المحتوى المعرفي لا يتجاوز 1% وترتيبنا في المحتوى رقم (11) المحتوى بشكل عام. كما أوضح أن 80% من الناطقين بالعربية لا يجيدون لغات أخرى، بحيث لا يستطيعون قراءة كتاب علمي أو معرفي بلغة أجنبية، وهم يستخدمون 1% من المعلومات المتداولة. هذه النسبة والإحصاءات بالتقريب لكنها تعطينا مؤشرات مبدئية، أما المحتوى المتخصص فضئيل جدا، وضعيف على مستوى العالم العربي وصناعه قلة.

وأضاف الحمودي بدأت تجربتي في صناعة المحتوى بأشرطة كاسيت متخصصة عن الذكاء العاطفي وأنماط الشخصية، ثم انتقلت إلى موضوع السي دي ثم المدونات وكنت أركز على المواد الصوتية ثم انتقلت لموضوع الكتب والتأليف . لكن الانتشار محدود في الكتب حيث لا يتجاوز التوزيع 6 آلاف نسخة، لكن بدأت أنشر مقالات في مدونات وصحف ومجلات متخصصة، ثم بدأت أحوله لمحتوى صوتي، ثم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا التجدد الدائم مهم للحاق بما يريده الناس.

كما شاركت المكتبة في النشاط الثقافي بواحة الملك سلمان للعلوم بحي الرائد بجناح معرفي خاص زاره الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وقد شمل الجناح عرضا لبعض إصدارات المكتبة، فضلا على مشاركة حافلات مصادر التعلم والمكتبة المتنقلة ، كما أطلقت المكتبة برامج ثقافية جديدة تعنى بالأطفال بمختلف مراحلهم العمرية ، حيث أطلقت (برنامج مهارات القرن 21 ) ويشمل تعريف الأطفال بجملة من المهارات تشتمل على : التفكير الناقد، والابتكار، والتواصل والتعاون، كما قدمت للأطفال برنامج:" باب وكتاب" على اعتبار أن كل كتاب هو باب إلى عالم جديد ومن هنا قدمت فعالية بعنوان:" معمل الفرح" وأخرى بعنوان:" حتى الفيل يحب اللعب" وفي سياق برنامج:" مكتبتي عن بعد " قدمت عبر منصة ويبكس مجموعة من الفعاليات والعروض للأطفال شملت كتب: حياتي الجديدة، وحصة، كما قدمت فعالية حول كيفية تصنيع التقويم بعنوان:" تقويم من ورق" ، ويأتي ذلك ضمن تطوير العمل الثقافي والفعاليات الثقافية بقطاع الطفل بالمكتبة .

كما اطلقت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة معرضا افتراضيا بتقنية الواقع المعزز للخط العربي، وتبعته بمعرض المسكوكات الإسلامية والعملات النادرة ، وقد برعت المكتبة في مجال الثقافة الافتراضية حيث قدمت عدة معارض عبر التقنيات الحديثة للمشاهدة ثلاثية الأبعاد حيث تجدد المكتبة تنويع تواصلها الثقافي مع الباحثين والمعنيين ومع مختلف شرائح القراء ، وقدمت عبر ذلك معرض ملامح وأماكن سعودية، الذي يعكس البعد التراثي والحضاري الذي تميزت به المملكة.

وتسهم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة إسهامًا بارزًا في تشكيل الوعي الثقافي المجتمعي، حيث تقوم بتنفيذ برامج ثقافية على قدر من الشمولية والاتساع بحيث تغطي مختلف مجالات الإبداع والثقافة التي تتلاءم ومتطلبات العصر وتحقق قدرا من التأثير والتنوير لدى مختلف شرائح المجتمع، وتعمل المكتبة بمختلف فروعها في الداخل والخارج على نشر الفعل الثقافي المتنوع ،وتوفير مصادر المعرفة وتيسير استخدامها وإتاحتها لخدمة المجتمع من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والمعارض ودعم البحث العلمي والتأليف والنشر وتوفير خدمات المعلومات وتنمية ثقافة الطفل.