خلّف خروج سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهد السياسي اللبناني أقوالا بأن المستفيد الأكبر من هذا القرار هم خصوم «حزب الله»، على الرغم من تشتتهم وتصارعهم فيما بينهم، والأهم سعي الميليشيا لاستقطاب بعضهم في تحالفات انتخابية مرتقبة، لكن يجمع مراقبو المشهد الداخلي اللبناني على أن الطائفة السنية تعاني في المرجعية السياسية منذ اغتيال رفيق الحريري قبل أكثر من 20 عاما.

ميليشيا حزب الله

يدلل هؤلاء على نظريتهم بما حدث بعد اغتيال رفيق الحريري في 2005 من خروج الجيش السوري من لبنان، وصعود ما سميت في حينها «قوى المقاومة»، أي «حزب الله»، التي ما لبثت أن كشفت عن نفسها كذراع إيرانية امتدت إلى الدول العربية عموما، والخليجية خصوصا، لضرب أمنها القومي.

وبالطبع، حاولت ميليشيا «حزب الله» تطويع خليفة رفيق الحريري، ابنه سعد، سياسيا منذ 2017، وإبعاده عن حلفائه التقليديين في تيار المستقبل والأحزاب الأخرى مثل القوات اللبنانية وغيرها، وحصره في دائرة «المحاصصة السياسية»..

ويؤكد الساسة في لبنان، ممن تواصلت معهم «الوطن»، بعد بيان سعد الحريري في تعليق نشاطه السياسي، وتياره أيضا، أن هذا الأمر لا يصب في مصلحة لبنان، ولا الطائفة السنية نفسها، لكنهم تخوفوا ممن سيملأ مكان سعد الحريري وتيار المستقبل، حيث أجمعوا على أن قوى الإسلام السياسي ستكون البديل المقنع والسهل للطائفة السنية في لبنان التي استهدفت لسنوات طويلة من ميليشيا «حزب الله» منذ اغتيال رفيق الحريري، وعمدت إلى إضعافها وتفريغها من قياداتها، والأهم ضرب موقع رئاسة الحكومة الذي يمثلها في الدولة.