(1)

في إحدى العواصم العربية، وفي فبراير، حيث شباط، الذي ليس عليه رباط، وبينما كانت تساورني أفكار بأن أدخل مدفأة «المطعم» لشدة البرد، دخلت عدد من «الهوانم» بالتنانير القصيرة، واللباس العادي، فنظرت إلى «الرجال» في المطعم فلم أجد سوى كومة من الملابس وأنف أحمر!

سألت صديقي: ألا يشعرن بالبرد!، فردت امرأة كبيرة في السن في مقعد خلفي: بلى..ولكن لزوم «الدلع»!

(2)

كنت أظن أن النساء الأضعف أمام البرد استنادا لما قرأته من دراسات متباينة في غير دولة، تؤكد أن المرأة تشعر بالبرد أكثر من الرجال بسبب الجلد الرقيق، ونقص الفيتامينات بفعل الهرمونات، وأنانية منطقة الحوض التي تسحب حرارة الجسم وتكتنزه وتترك بقية الجسم يفتك به البرد!

ولكن الواقع يقول غير هذا!.

(3)

الواقع يقول أيضا إن الرجال يتهربون من مسؤولياتهم الوظيفية، والمنزلية، بل حتى الصلاة في المسجد، بمجرد هبوب نسمة باردة، بينما «ست الحسن والدلال» تخرج متى ما أرادت بغض النظر عن الطقس!.

(4)

ويبدو أن الخوف من المرض سبب رئيس في هذا التهرب، من جهة أخرى تؤكد الأخصائية في علم المناعة بجامعة «اسنبروك» الألمانية بياتريكس لوبنستين، أن الاختلافات في قوة المناعة بين الجنسين تجعل الرجال يصابون بنزلات البرد أكثر من النساء!

حتى الإنفلونزا عجزت عن النساء!.

(5)

والواقع - أيضا - يؤكد أن الإنفلونزا تجعل الرجل طريح الفراش، كثور دهسه قطار، مسببا أزمة في المنزل، وكأنه سيموت، بينما المرأة تذهب إلى العمل، والتسوق، وتقوم بأعمال المنزل، رغم السعال الشديد، والدوخة، وارتفاع درجة الحرارة!

ما شاء الله!.