حصد السائح الكاتب الألماني ستيفن أورث، ومصوره الشخصي كريستوف مبيعات خيالية لكتابهما (Couchserfing in Saudi arabien)، الذي كتبه أورث، وطبعه وأطلقه للأسواق في مطلع فبراير من العام الماضي، وتصدرت غلافه صورة لعدد من شباب نجران في قلب قصر أبالسعود التاريخي، قصر الإمارة التاريخي.

ويحكي الكتاب الذي صنف كواحد من أفضل 10 كتب مبيعا في ألمانيا خلال العام الماضي عن السياحة في المملكة العربية السعودية، وتولت نشره وتوزيعه إحدى أكبر دور النشر الألمانية، بعد نفاد طبعته الأولى.

وسطر أورث كتابه بعد جولة له مع مصوره على عدد من المناطق السعودية ومحافظاتها وهجرها، وهي جولة استمرت شهرين كاملين بدأها وختمها بمنطقة نجران ليستكشف من خلالها معالم المملكة حاضرها وماضيها ومعالمها الأثرية، وعادات مجتمعتها وتقاليده، مستعينا خلال رحلاته وجولاته السياحية والاستكشافية بدليل ومرشد سياحي خبير من كل منطقة، ساعده على توثيق وكتابة كل ما يراه ويشاهده ويسأل ويستفسر عنه.

ذهلت بما شاهدت

يقول أورث مبديًا دهشته مما رآه في المملكة بشكل عام، وفي منطقة نجران على نحو خاص «لا أصدق عدد الأماكن الجميلة والرائعة والمذهلة التي زرناها، وعدد الأشخاص الودودين الذين التقينا بهم في جميع المناطق التي زرناها وتعرفنا على معالمها، وعلى كل ما هو جميل فيها، وبأهلها، رغم بعد المسافات، إلا أن رحلتنا وجولتنا التي استغرقت ما يقارب الشهرين مضت وكأنها مجرد ساعات، على الأخص الفترة التي قضيناها في نجران، حيث كان الوقت ممتعا وجميلا للغاية».

الكرم والضيافة

يضيف أورث «كل شيء في نجران رائع، الإنسان والمكان، فقد أخجلني النجرانيون بكرمهم وضيافتهم وحسن استقبالهم وجزيل عطائهم وهداياهم، وهم يقدمون ولا يأخذون، عشت معهم وبينهم وعرفت تقاليدهم الرائعة وعاداتهم الأروع كبارهم وصغارهم، الجميع يرحب بك ويكرمك، ويشدد على تقديم واجب الضيافة لك، ويستضيفونك بمنازلهم، ويلحون عليك بالإقامة معهم وبينهم، يشعرونك بأنك واحد منهم ولست غريبا، وكأنك وسط أهلك، إنهم بالفعل رائعون، لقد أذهلوني بقمة وفائهم وحبهم واحترامهم المتبادل لبعضهم بعضا وللغير كذلك».

رمال الربع الخالي الذهبية

يكمل أورث «أكثر ما أدهشتني هي صحراء الربع الخالي ورمالها الذهبية وروعة ليالي السمر بها وحليب نياقها، وكذلك قلاع نجران وقصورها الطينية.. إنه شيء يذهل العقل.. جمال الطبيعة والمزارع والنخيل الشاهق لا تصدقه العيون، وكذلك جبالها الشاهقة التي تحيط بها من كل اتجاه».

وعن أهم الأماكن التي زارها في المملكة، قال أورث: «هناك كثير.. وكثير من المعالم السياحية والتراثية التي يصعب وصفها لروعتها وجمالها، سواء في الجنوب أو الشمال أو الغرب أو شرق المملكة ووسطها، ومن أهمها واحة الأحساء والعلا بتبوك، ومدائن صالح بالمدينة المنورة، وكذلك منطقة الدرعية الأثرية، وجزيرة فرسان بمنطقة جازان، وعدد من الأماكن والمعالم في مناطق عسير وحائل والجوف والمنطقة الشرقية».

اشتياق لنجران

ختم أورث حديثه بقوله: «اشتقت لنجران قبل أن أغادرها»، وفي رسالة قصيرة أرسلها لمضيفه ودليله السياحي إبراهيم بن جهويل آل منصور، قال: «ربما يكون صديقي إبراهيم أروع مضيف حصلت عليه في حياتي».

معالم وأسواق

من جهته، قال المحامي، المرشد السياحي إبراهيم بن جهويل «استضفت الكاتب الألماني ستيفن أورث لمدة ثلاث أيام خلال زيارته التي استغرقت أكثر من شهرين للمملكة العربية السعودية، حيث زار كلا من الأخدود الأثرية وسوق الجنابي، والربع الخالي، وقلعة رعوم التاريخية، وعددا من المعالم الأثرية والقصور الطينية، وقرية آل منجم، وكذلك رحل التراثية وعدد من المتنزهات في المنطقة، حيث أبدى إعجابه بكل هذه الأماكن والعادت والتقاليد».

وأضاف: «مما استأثر باستحسان أورث ذلك الترابط المجتمعي والتكاتف والتعاون عند حدوث المصائب، كما أنه تقبل الأكل النجراني بمختلف أنواعه وأطباقه، وكان معجبا به واستلذ طعمه الرائع، حيث قدم له بالطرق التقليدية والشعبية، وشاركه الكبار والصغار، واطلع على كيفية إعداده وتقديمه سواء في ضيافتنا له بالمنزل أو من خلال الرحلات التي قمنا بها، واستمتع بها وببساطتها، كما شاركنا عددا من الألعاب الشعبية التي تمثل المنطقة وأهلها».

الطابع العمراني القديم

أضاف ابن جهويل: «دهش أورث من الطابع العمراني القديم بشموخه وطريقة بنائه منذ مئات السنين، كما أدهشته عدد من القلاع وعلى وجه الخصوص قلعة رعوم التاريخية التي تقع فوق أحد أعلى الجبال بالمنطقة، وسحرته طبيعة المنطقة وأجواؤها، ومناظرها الخلابة ومزارعها وخصوبة تربتها وعذوبة مياهها، ونخيلها الشاهق، وروعة المنتج المحلي من التمور المتنوعة والفواكه والحمضيات والخضار المتعددة الأصناف».

وتابع: «كثير من الأشياء نالت إعجابه، وقد غادر بعدما تغيرت كثير من قناعاته وأفكاره المسبقة عن المملكة، حيث تبدلت للأجمل والأفضل، وكان في قمة السعادة والسرور بكل ما رآه بأم عينيه وسمعه بأذنيه.. لقد غادر وهو في قمة الشوق للعودة مرة أخرى إلى المملكة ونجران على وجه الخصوص».