في يوم من الأيام قابلت زميلا لي وقرينته الكورية، أعجبت بكل ما رأيت، جمال ونعومة ومظهر مختلف، وسألت زميلي هذا كيف لي أن أنعم بمثل هذا الجمال، فأجابني أنه علي الذهاب إلى مكان ما وسأجد ضالتي هناك. ذهبت إلى هناك ووجدت معتقلا له أسوار من حديد متفرق، يمكنني من خلاله مشاهدة ما بالداخل، فوجدت كمية هائلة من الكوريات، أشكال وألوان وكل واحدة تقول «الزين عندي»، حاولت أن أتقرب من أجملهن في عيني ولكنها لم ترد علي، حاولت أن أطلق «المناشدات» لحملة تبرع لعتق رقبة محبوبتي من هذا المعتقل، وأثناء ذلك قرأت على جبينها وبلغة محلية رقما للتواصل، اتصلت بذلك الرقم وكنت أرتقب ذلك صوتها الناعم يجيبني، وإذا به صوتا أجش يقول «فلان الفلاني من البنك الفلاني كيف أقدر أخدمك»، وأبلغته بما أشعر به من أوجاع لقاء أنني أرى محبوبتي التي أسرتني بحبها من النظرة الأولى وهي بين قضبان الأسر، وكيف لي أن أطلقها ولو أعطيت دم قلبي مقدما، فقال «لا لا ما نبغي دم قلبك، فقط تعال وقع كم ورقة ولا تدفع ولا ريال وتأخذ حبيبتك وتتهنى أنت وهي»، لا أعلم هل كانت كلماته تلك ضربا من الخيال أم أنني أعيش واقعا جميلا إلى هذا الحد، ذهبت إليه مهرولا حينا وطائرا أحيانا أخرى، وصلت إليه وإذا به يستقبلني بكوبا من الكابتشينو وكلمات ملؤها «جودة الخدمة»، كتبت عقد قراني على محبوبتي وأخذت أوراقها الثبوتية، وذهبت لصاحب ذلك المعتقل، وأطلقت سراح فاتنتي تلك، لا أعلم هل أنا من احتضنها أم هي من احتضتني، ذهبنا وقضينا أياما وأشهرا وسنوات ونحن نبادل بعضنا مشاعر الحب، وليس لدي مانع في أنني فهمت أن تلك الأوراق هي لموافقتي على استقطاع مهر محبوبتي من مرتبي شهريا، صحيح أنه مهر مضاعف ولكن المهم أن أعبر لحبيبتي عن مشاعري، كنت مخلصا لها ولا أعرف غيرها، وكنت أظن أنها كذلك رغم تلك العشرة الطويلة.
أتى يوم وتأخرت بقسط أو اثنين، وحينما صحوت من النوم ذلك الصباح فلم أجدها، صرخت وذهبت يمينا ويسارا وأبلغت مراكز الشرطة، فأبلغوني أنه ربما صاحب ذلك البنك قد اختطفها، وكنت متأكدا من ذلك، أنها لم تتركني إلا وهي مغلوب على أمرها، فمن المستحيل أن تبادلني كل تلك المشاعر وتتركني فجأة، وبعد عودتي لكاميرات المراقبة، اكتشفت أنني لست من عقد قرانه عليها، فما أنا سوى مستخدم مؤقت لها ما لم أوف بكل ذلك المهر، فبمجرد أن حضر مندوب عن من يملكها حقيقة، وإذا بخائنتي تلك تتجاهلني وتفتح قلبها له وتذهب طوعا لأمره، متناسية كل تلك المشاعر والحب والحنان، وكل تلك الأقساط التي لم يتبق منها إلا القليل ومع ذلك انتهت بخيانة، فلك الله يا سيارتي الكورية، لك الله يا «حبيبتي الكورية».