في إحدى الدول الأوروبية أو (الآسيوأوروبية) بالتحديد، ابتكر أحد مربي الأبقار طريقة توفر عليه التكاليف ويحصل على أفضل النتائج، إذ غطى عيون بعض الأبقار لديه بنظارة الواقع الافتراضي، أو ما يعرف بنظارات الـ VR وهي النظارات التي يرتديها ممارس ألعاب البلايستيشن مثلًا، وتجعله وكأنه يعيش واقعًا من حوله حيثما التفت أو تحرك، وإذا به وكأنه يعيش ذلك «الوهم» فعليًّا.

المهم أن هذا المربي لأنه أوهم تلك البقرة أنها تعيش في مروج خضراء وبساتين فسيحة، فكلما فتحت فمها لتأكل ذلك العشب الأخضر الطبيعي، إذا بها فعليًّا لا تتغذى إلا على «التبن» اليابس، ومع ذلك تأكله واهمة أنه عشب أخضر، والغريب أن حليبها بدأ يتأثر بذلك وكأنها فعليا تأكل ذلك الطبيعي وتعيش في تلك المروج، وقد يكون هذا نوع من الإستغلال ولكنه على الأقل استغلال لغير العاقل، ولنتيجة متوقعة منه، فالمتوقع من البقرة حليبًا طازجًا بطبيعة الحال.

ولكن الكارثي حينما يُستغل من لديه عقل، ويتم إلباسه مثل تلك النظارة «الموهمة»، من قبل من يستغله، وصمم ذلك المستغل حياة افتراضية «أفلاطونية» لـ «المغطى العين».


بوضوح أكثر، كم من مشاهير التواصل من الجنسين غطيت عيونهم من قبل أثرياء أو غيرهم، كم من مشهورة سناب «فسخت الحياء» وهي كانت تعيش حياة واقعية متزنة، فتم إيهامها بتغطية عينيها بنظارة واهمة بعيشها حياة ملؤها الثراء الفاحش والكنوز والياقوت والزمرد، وكم من مشهور «سناب» غطيت عينه من قبل مروجي البضاعات الفاسدة والمقلدة، بل وبرامج النصب والاحتيال وأصبح شريكًا لتلك العصابة المنظمة، وهو «يدربي رأسه» في ذلك العالم الواهم من حوله مابين فنادق ومنتجعات ومطاعم وماركات، وفي النهاية مهما طالت المدة ستزال تلك النظارة ليعود لواقعه الحقيقي ومن ثم يسأل نفسه ماذا قدمت لحقيقتي هذه؟.

وكي يكون الأمر أكثر وضوحًا كم من سيدة منزل كانت تعيش حياة أسرية مستقرة، وتم إلباسها مثل تلك النظارة من قبل زميلاتها في العمل أو صديقاتها بأنها خانعة لزوجها ويتم استغلالها حينما تحضر الإفطار لأطفالها، أو تغسل ملابسهم، وأن ذلك الاستغلال يمكن الخروج منه، بطلب الطلاق أو الخلع من ذلك الزوج، وترتدي تلك السيدة هذه النظارة الافتراضية لوقت مستقطع ينتهي بعد فوات الأوان لتظهر الصورة الحقيقية أمامها من جديد، بعد أن يظهرها احتياجها البيولوجي للأسرة، وكم من زوج يحسده الكل على زوجته وتم إلباسه نظارة واهمة من قبل إحدى الفتيات، ليركض خلف عالمها الافتراضي وتسقط النظارة يومًا ويرى حقيقته. وحتى لا يطول الأمر، فهل من الممكن أن يكون شيطان المرء قادرًا على إلباسه مثل تلك النظارة، فيغريه بعالم افتراضي من زينة المال والبنون، ويأتي يوم وتسقط تلك النظارة وقد حان وقت الآية الكريمة {یَومَ لَا یَنفَعُ مَال وَلَا بَنُونَ}، فهل وعينا قبل أن يأتي يوم ويكتشف بعضنا أنه تمت تغطية عينه مثلما تمت (تغطية عيون الأبقار بنظارات الـ VR).