ظاهرة البيانات ظاهرة جديدة قديمة، فبعد أن كانت البيانات تصدر من قبل الأندية للرد على وسائل الإعلام أحيانا ولتبرير الفشل في أحيان كثيرة، أصبحت سمة أعضاء لجاننا الموقرة الموكل لها إدارة الكرة السعودية، فهناك بيان يشكر وبيان يستنكر وبيان ينفي الشكر، وأصبحت تصفية الحسابات على المكشوف وعلى الملأ، وطفا على السطح الخلل الكبير الذي تعاني منها لجاننا وهو تغليب المصلحة الخاصة للأعضاء وفرقهم على المصلحة العامة، والتدخلات الكبيرة في عمل اللجان والمحاباة في قراراتها.. لقد انتقدنا مراراً وتكراراً طريقة اختيار أعضاء تلك اللجان التي ساهمت بعض من قراراتها في تقهقر الكرة السعودية.. كان من الأجدر على تلك اللجان الاهتمام بعملها وتطويره، وبدلا من البيانات وإهدار الوقت في صياغتها كان يجب عليها تحديث اللوائح البالية المليئة بالتناقضات والعمل على سد الثغرات الواضحة فيها.
ننتظر بفارغ الصبر انتخابات اتحاد كرة القدم ونتمنى ألا يطول الانتظار.. فأمام الاتحاد الجديد أعمال كبير تنتظره في مقدمتها إعادة تشكيل اللجان وضخ أسماء جديدة تبدأ عملها بإعادة صياغة اللوائح البالية وجعلها تتوافق مع عصر الاحتراف، فليس من المعقول أن يدار دوري محترفين بأيدي مشجعين هواة!.
- بلغ التنافس أشده بين القنوات الفضائية المتنوعة لجذب المشاهد السعودي بشكل خاص، وأصبحت تتنافس في ذلك ببرامجها ومسلسلاتها وانتقائها وتوجيهها للمشاهد السعودي..طبعا كل ذلك ليس حبا فينا لكنه طمعا في الإعلانات التجارية التي تدر عليها الملايين، ففي السنوات القليلة الماضية بدأت القنوات في التركيز على البرامج الرياضية ولا تكاد تخلو قناة فضائية من برنامج يناقش القضايا الرياضية السعودية وكرة القدم السعودية بالتحديد، وأصبحت برامجها تحظى بمتابعة من الجماهير السعودية التي تشارك بفعالية كبيرة في الحوارات والقضايا السطحية المطروحة التي تزيد من الاحتقان الرياضي والتعصب..
هذه البرامج تبحث في التاريخ المبعثر وتعتمد في حواراتها على المؤرخين الذين أكل عليهم الدهر وضيوف يتكلمون من خلال نظاراتهم المتلونة بألوان أنديتهم رغم محاولتهم إخفاء ذلك الميول حتى في التعليق الرياضي على المباريات، فالميول وعدم الحيادية في التعليق والتطبيل لفريق دون آخر هو الأسلوب المتبع، وأكاد أجزم أن الأغلبية سئمت هذه البرامج والقضايا التي تثير الاشمئزاز ولا تسمن ولا تغني من جوع.
في الصميم:
يعتبر جحا أحد أبرز رموز الأدب العربي ويشتهر بالطرائف الممزوجة بالذكاء والدهاء، ومن إحدى طرائفه أن أحدهم فرض جائزة مالية كبيرة قدرها مائة ألف دينار لمن يستطيع أن يجعل حماره يتكلم .. ونظراً لاستحالة تحقيق هذا عند العقلاء على الأقل، لم يتقدم أحد لتحقيق هذا الطلب المستحيل، ومرت الأيام حتى بلغ الأمر صاحبنا جحا فتقدم بكل شجاعة وأعلن عن استعداده لتحقيق ذلك الطلب المستحيل، واتفق مع مخصص الجائزة على ذلك وقبض النقود.. استغرب الناس ذلك وعندما سئل جحا ما السر وراء ذلك الجنون، قال لهم "أنا قبلت هذا التحدي لكن اشترطت عشر سنوات لتحقيقه ففي خلال العشر سنوات قد يموت مخصص الجائزة أو أموت أنا أو يموت الحمار".