هل تريد أن تعرف ما معنى أن تنفجر المرارةُ في البدن الحي؟ وهل تريد أن تشعر بعمق ألم من يتحدث بمرارةٍ "مفرتكةٍ"؟ استمع لمالئ الدنيا وشاغل الناس هذين اليومين، المقرئ/ "عادل الكلباني"، في حديثه لـ"الوطن"، يوم السبت 3/ 7/ 2010، فيما رواه عنه الزميل/ "عبدالله الغنمي": "جاءني صبي عمره 16 سنة ليقول "لماذا تجيز الغناء، ويستدل ببعض الأدلة الضعيفة"، فسألته: قال إن ما يراه حق، فرديت (هكذا) عليه بالقول: يا ابني هل قرأت في المسألة وتعمقت فيها، فقال لا"!!!

وهل تريد أن تعرف سر ارتفاع سعر الذهب، وبلوغه رقماً قياسياً هذه الأيام؟ اسمع "الكلباني"، وهو ينصح ذلك "الصبي" مبدياً خوفه من "أن ينحرف في الغد، ويكون مفجِّراً": "ياولدي لا تتبرمج من الآن، وتكون بنفس معاناتنا، اجعل لك أفقا واسعا"!!

مازال "الأخ/ أنا" يصرُّ على أن تصريح "الكلباني" بما عرف من الحق لا يستحق كل هذه الضجة، وبخاصَّةٍ أنه لم يكن الأول، إذ سبقه "العودة"، و"النجيمي" في ردِّه على نشرة نقدية للأخ/ أنا، في أبريل 2008! أما هذه النصيحة الذهبية فتجعلك تصرخ: لا أحنث الله لك قسماً يا "صالح الشيحي"!

بالله عليكنكم: بكم تقدرون "الأونصة" من هذه "البُلكَّة" الذهبية الخالصة: "لا تتبرمج من الآن"؟ وهذه "البترة": "وتكون بنفس معاناتنا"؟

إن الضمير المتصل/ "نا" المتحدثين وحدها، تساوي وزن "نبيل شعيل" وهو يغني: "يا شمس لا لا تغيبي"! فلم يقصد بها "الكلباني" تفخيم نفسه، ولم يقصد بها أتباع تيار "الصحوة" فقط، بل وضحايا هيمنة ذلك التيار على الخطاب الدعوي والإعلامي والتعليمي، ثلاثين عاماً على الأقل! إنه يريد، بوضوح يستحق كل الاحترام، "معاناتنا" جميعاً من "البرمجة" على أحادية الرأي، والإقصاء، والتفسيق، والتكفير! ولكن من نحن؟ هل نحن دعاة التيار نفسه، الذين كتموا كثيراً مما عرفوا من "العلم"؛ بغية توحيد "الأمة" وأطرها على رأي واحدٍ؛ لكيلا تفشل وتذهب ريحها في الجهاد لتحقيق الدولة الإسلامية الكبرى؟ وكانوا واعين بأن أسهل الطرق وأسرعها هو: تكريس الثقافة "الجمعية"، وتغييب المسؤولية الفردية، التي هي أصل الدين كما نزل على محمد ـ فداه كل من خان رسالته وشوه تعاليمها ـ وإلا فما قيمة نصيحة "الكلباني" أمام قوله صلى الله عليه وسلم: "... واستفتِ قلبَك وإن أفتاك الناس وأفتوك"؟ وهو الجزء الذي لا تكاد تسمعه في خطب التيار النارية، ولا في أشرطته العنترية، ولا في مقررات التعليم، ولا حتى في كراسات تعليم الخط العربي! ويكمِّل الجزءين الشهيرين: "البِرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهتَ أن يطِّلع عليه الناس"؟ وغداً نكمل بقية الـ"نحنُ" آآآآت المزيونات!