سادت حالة من الجمود على المستوى السياسي، بعد مغادرة ديفيد ساترفيلد المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي الخرطوم بشكل مفاجئ الخميس الماضي، دون أن يتمكن من استكمال مهمته، التي كانت تتضمن لقاءات مع القوى السياسية والعسكرية، في إطار المساعي المبذولة لحل الأزمة المستفحلة في السودان.

وشهدت المنطقة المحيطة بالقيادة العامة للجيش في العاصمة السودانية الخرطوم انتشارا أمنيا كثيفا، ووضعت حواجز أسمنتية في بعض الطرق والمداخل المؤدية إلى القصر الرئاسي.

وقبيل انطلاق الاحتجاجات بساعات نفذت السلطات الأمنية، حملة اعتقالات واسعة طالت ناشطين وقادة في لجنة تفكيك نظام الإخوان المجمدة.

اختفاء البوادر

وتقول القوى السياسية في السودان إنها تسعى لتكثيف جهودها، للاتفاق على أسس مشتركة للخروج من الأزمة المستفحلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكن حتى الآن لم تظهر أية بوادر لحل تلك الأزمة.

وتقول لجان المقاومة السودانية إنها ستواصل احتجاجاتها ضد اجراءات البرهان، التي أنهت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين، منذ إسقاط نظام عمر البشير في أبريل 2019.

وفي الأسبوع الماضي قدم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، رؤية الحكومة لحل الأزمة الراهنة وفق أربعة محاور تشمل إطلاق عملية حوار شامل، يضم جميع القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد دون استثناء، عدا حزب المؤتمر الوطني، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لقيادة متبقى الفترة الانتقالية، وإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب متغيرات مشهد البلاد السياسي، والتأكيد على قيام انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.