«كتاب يحكي قصة من قصص الحقيقة والبطولات، ورواية من روايات الإثارة والتحديات، وملحمة ملهمة لجميع السعوديين والسعوديات، رسمت في سلسلة مترابطة ومتلاحمة، وتجسدت في منظومة متناغمة ومتناسقة، وأخرجت في مشاهد متتابعة ومتوالية»، هكذا يلخص خالد العبودي واصفا كتابه (مولد أمة) الذي جاء بلا عناوين ولا أقسام، ولا فصول ولا أبواب، ولا هوامش ولا فهارس، قصة واحدة من الغلاف إلى الغلاف، طبقا لتوصيف العبودي.

الريادة والتمكين

(مولد أمة) هو قصة السعودية والسعوديين، من الولادة والتكوين إلى الريادة والتمكين، ومن النشأة والتأسيس إلى الوحدة والتوحيد، جمع فيه المؤلف الوقائع والأحداث التاريخية التي صاحبت مسيرة النشأة والتأسيس منذ تولي الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية عام 1139هـ وحتى قيام الملك عبدالعزيز بإعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351هـ، وذلك عبر الإبحار في بطون الكتب والمصادر التاريخية التي عاصرت هذه الرواية الخالدة ووثقت أحداثها ووقائعها.

(مولد أمة) يتفرع منه عنوان هادف هو (كيف كنا وكيف أصبحنا) ويشرح هذان العنوانان عنوان بارز هو (قصة السعودية من الولادة والتكوين إلى الريادة والتمكين) وحددت الفترة الزمنية لهذه القصة التاريخية من عام التأسيس 1139هـ إلى عام التوحيد 1351هـ.

المخاطر الجسيمة

أدرج المؤلف في الكتاب القصص والوقائع والأحداث المتتابعة التي حصلت في الأدوار الثلاثة من قصة السعودية خلال تلك الحقبة الزمنية التاريخية، والتي احتاجت إلى عقيدة صادقة، وهمة عالية، وعزيمة قوية، ونفس طويل للوصول إلى النتيجة الحاسمة والغاية السامية والهدف المنشود، وذلك ليعلم القارئ علم اليقين، ويدرك تمام الإدراك، أن المخاض قبل الولادة كان مؤلمًا وشاقًا، وأن الاجتماع بعد الفرقة والشتات احتاج إلى جهود جبارة ومتلاحقة، وتضحيات مستمرة ومتتابعة، وبطولات معلومة ومشهودة، تخللتها الكثير من العوائق الكبيرة والحواجز المنيعة والمخاطر الجسيمة.

النتائج والنهايات

جمع المؤلف في كتابه ما يظن -حسب قوله- أنه لم يجتمع في كتاب واحد، حيث قصد أتم الروايات فنقلها وأضاف إليها من غيرها ما ليس فيها، وأودع كل حادثة في سياقها، ثم قام بإعادة تشكيل تلك القصص والوقائع كما وقعت، وأخرجها وفق تركيبة قصصية مترابطة لجذب حواس القارئ وإثارة حماسه لمعرفة النتائج والنهايات.

كان المؤلف محايدا وموضوعيا في نقله وجمعه -كما يقول- واعتمد على المنهج الحولي للحفاظ على تتابع الأحداث والقصص دون الإخلال بتاتا بالوحدة الموضوعية التي ظلت متماسكة بصورة قصصية مشوقة ومترابطة. وأوضح أنه، ابتعد تماما عن المنهج التحليلي ومقارنة الروايات وتفسير الوقائع والأحداث أو التعليق عليها أو إدخال العاطفة والأحكام في ثنايا المواقف، سواء كانت تمجيدًا وتبجيلاً أو ذمًا وتنكيلاً، وترك للقارئ الكريم المساحة الكاملة كي يقرأ القصص والمواقف والأحداث بصورة مجردة، وينزل أحكامه العقلية والعاطفية على النتائج والنهايات.

تغذية أرواح

تأتي أهمية الكتاب الذي يتضمن العديد من القصص والمواقف التي لم يسبق لها أن تنشر، ويحمل بين جوانبه خلاصة شاملة لقصة تأسيس السعودية، لاحتياجنا إلى المزيد من المناهل الثقافية التاريخية المتنوعة التي تسلط الضوء على عمقنا التاريخي الوطني، وترسخ الهوية الوطنية لدى أجيالنا الصاعدة.

كما تبرز أهمية الكتاب طبقا لمؤلفه «في كونه جاء ليروي ظمأنا المعرفي والثقافي عن تفاصيل قصة هذه الأرض الطاهرة التي نعيش على ترابها وننعم بحمل هويتها، وعاش مسلسل أحداثها وتطوراتها وشارك في قصة نشأتها وتأسيسها آباؤنا وأجدادنا القريبون، لا سيما وأن كثيرا منا لا يعلم عن سنواتنا الماضية وتاريخنا الوطني وموروثنا الثقافي والاجتماعي سوى المعلومات العامة التي درسناها في القاعات الدراسية والتي أصبحت مع مرور الزمن في طي النسيان، الأمر الذي يحتاج معه إلى أن نغذي أرواحنا كل حين بقصص النشأة والتأسيس لكي يكون تاريخنا الوطني دائما حاضرا أمام أعيننا ونبراسا يضيء لنا الحاضر والمستقبل، ونستلهم منه أسمى مراتب الفخر والاعتزاز، ونستمد منه القوة بعد الله لمواصلة البناء والتقدم والازدهار».

أمن واستقرار

عام 1351هـ هو التاريخ الذي توقف كتابه عنده لأنه عام ميلاد الأمة السعودية الجديد، وعام الإشهار والإعلان، وعام توحيد المناطق والبلدان، وهو العام الذي أرسى فيه المحارب السعودي مراكبه على شاطئ الوحدة والاستقرار والأمان، وفتح الآفاق للأمة السعودية للبناء والتقدم والازدهار. ويذكر المؤلف أن جمعه هذه القصص والأحداث، جاء ليدرك الصغير والكبير ويعلم القريب والبعيد، كيف كنا في فرقة وشتات وقتال وحروب، وكيف أصبحنا في وحدة واجتماع وأمن واستقرار، فلله الفضل والمنة، وله الحمد من قبل ومن بعد.

مراجع اعتمدها المؤلف:

حسين بن غنام الذي أرخ حتى عام 1212هـ

جوهان بوركهارت حتى 1230هـ

حسن الريكي حتى عام 1233هـ

جورج سادلير حتى 1234هـ

عبدالرحمن الجبرتي حتى عام 1236هـ

ورسول الكركوكلي حتى عام 1237هـ

عثمان ابن سند حتى عام 1242هـ

حمد بن لعبون حتى عام 1255هـ

عبدالرحمن آل الشيخ حتى عام 1256هـ

عثمان بن بشر حتى عام 1267هـ

حميد بن رزيق حتى 1273هـ

محمد الفاخري حتى عام 1277هـ وابنه عبدالله حتى عام 1288هـ

أحمد دحلان حتى 1301هـ

إبراهيم بن ضويان حتى عام 1319هـ

جون لوريمر حتى عام 1324هـ

ضاري الرشيد حتى عام 1331هـ

محمد النبهاني حتى عام 1333هـ

عباس العزاوي حتى عام 1335هـ

إبراهيم بن عيسى حتى عام 1343هـ

عبدالله البسام حتى عام 1344هـ

عبدالعزيز الرشيد حتى عام 1344هـ

أحمد السباعي حتى عام 1344هـ

أمين الريحاني حتى عام 1345هـ

إبراهيم القاضي حتى عام 1345هـ

فؤاد حمزة حتى عام 1351هـ

مقبل الذكير حتى عام 1353هـ

محمد العبيد حتى عام 1353هـ،

هارلود ديكسون وجون جلوب ومحمد المانع وجون فيلبي وحافظ وهبة وأليكسي فاسيليف وخير الدين الزركلي وغيرهم فقد أرخوا حتى سنوات متقدمة بعد عام 1351هـ.